الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّامِنَ عَشَرَ: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسْمِ اللهِ: المَنَّانِ

قال ابنُ القَيِّمِ: (إذا وصل إلى القَلْبِ نُورُ صِفةِ المِنَّةِ وشَهِد معنى اسمِه المنَّانِ، وتجَلَّى سُبحانَه على قَلبِ عَبدِه بهذا الاسمِ مع اسمِه الأوَّلِ؛ ذَهَل القَلْبُ والنَّفسُ به، وصار العبدُ فقيرًا إلى مولاه بمطالعةِ سَبْقِ فَضْلِه الأوَّلِ) [3543] يُنظر: ((طريق الهجرتين)) (ص: 26). .
ومن مقتضى الإيمانِ بهذا الاسمِ الكريمِ أن يأخُذَ المؤمِنُ بحَظِّه ونصيبِه من هذه الصِّفةِ على وَجْهِها الحَسَنِ من العَطاءِ والصُّنعِ الجميلِ والإحسانِ إلى الخَلْقِ؛ فهذا أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنه جاء بمالِه ولم يَبْقَ لأهلِه منه شيءٌ، جاء يُقَدِّمُه للإسلامِ والمُسلِمين، فقال فيه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنَّ مِن أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحبتِه ومالِه أبا بكر )) [3544] أخرجه البخاري (3654) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. .
ومن مقتضى الإيمانِ بهذا الاسمِ الكريمِ ألَّا يَمُنَّ المؤمِنُ بعِلْمِه ولا بعَمَلِه.
قال ابنُ القَيِّمِ: (فمن جَلَّى اللهُ سُبحانَه صدَأَ بصيرتِه وكَمَّل فِطرتَه وأوقَفَه على مبادئِ الأمورِ وغاياتِها، ومناطِها ومصادِرِها وموارِدِها؛ أصبح كالمُفلِسِ حَقًّا من عُلومِه وأعمالِه، وأحوالِه وأذواقِه، يقولُ: أستغفِرُ اللهَ من عِلمي ومن عَمَلي، أي: مِن انتِسابي إليهما وغَيبتي بهما عن فَضلِ مَن ذَكَّرني بهما، وابتدأني بإعطائِهما، من غير تقَدُّمِ سَبَبٍ مِنِّي يوجِبُ ذلك، فهو لا يشهَدُ غَيرَ فَضلِ مَولاه وسَبْقِ مِنَّتِه ودوامِه) [3545] يُنظر: ((طريق الهجرتين)) (ص: 26). .

انظر أيضا: