الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّالِثَ عَشَرَ: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسْمِ اللهِ: القَيُّومِ

قال السَّعديُّ: (الحَيُّ القَيُّومُ كامِلُ الحياةِ والقائِمُ بنَفْسِه، القَيُّومُ لأهلِ السَّمَواتِ والأرضِ، القائِمُ بتدبيرِهم وأرزاقِهم، وجميعِ أحوالِهم، فـالحَيُّ: الجامِعُ لصِفاتِ الذَّاتِ، والقَيُّومُ الجامِعُ لصِفاتِ الأفعالِ) [3528] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 948). .
وإنَّ المؤمِنَ متى أعطى هذا الاسمَ الكريمَ حَقَّه من العِلمِ والعَمَلِ بمُقتَضاه، فإنَّه يستيقِنُ بأنَّ اللهَ تعالى قائِمٌ بتدبيرِ أمورِ العِبادِ وأرزاقِهم وجميعِ أحوالِهم، كما أنَّ من أعطى هذا الاسمَ حَقَّه من التعَبُّدِ به لله تبارك وتعالى فقد توكَّل على رَبِّه، وانقطع رجاؤُه من الخَلْقِ إلى اللهِ تعالى، واستغنى عمَّا في أيديهم إلى ما في يَدَيِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ لأنَّ العبادَ مفتَقِرون إلى خالِقِهم في قيامِهم وقُعودِهم وحَرَكاتِهم وسَكَناتِهم، وفي كُلِّ شُؤونِهم في دُنياهم وأُخراهم، وفي حياتِهم وبعد مماتِهم [3529] يُنظر: ((منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى)) لمشرف الغامدي (ص: 402). .
قال ابنُ القَيِّمِ في شَرحِ اسمَيِ اللهِ (الحَيِّ القَيُّومِ): (فانتظم هذان الاسمانِ صِفاتِ الكَمالِ والِغنى التَّامَّ والقُدرةَ التامَّةَ؛ فكأنَّ المستغيثَ بهما مستغيثٌ بكُلِّ اسمٍ مِن أسماءِ الرَّبِّ تعالى، وبكُلِّ صِفةٍ مِن صفاتِه، فما أولى الاستغاثةَ بهذين الاسمينِ أن يكونا في مَظِنَّةِ تفريجِ الكُرُباتِ وإغاثةِ اللَّهَفاتِ وإنالةِ الطَّلَباتِ!) [3530] يُنظر: ((بدائع الفوائد)) (2/ 679). .

انظر أيضا: