الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّاني: الذُّلُّ والتعظيمُ

من تحقَّق بمعاني الأسماءِ والصِّفاتِ شهد قَلْبُه عَظَمةَ اللهِ تعالى فأفاض على قَلْبِه الذُّلَّ والانكسارَ بين يدي العزيزِ سُبحانَه.
وأكمَلُ الخَلقِ عُبوديَّةً أكمَلُهم ذلًّا وافتقارًا وخضوعًا، بحيث يحصُلُ للقَلبِ انكِسارٌ خاصٌّ، فيستكثِرُ القليلَ من الخيرِ على نَفْسِه كأنَّه لا يستحِقُّه، ويستكثِرُ قليلَ معاصيه لعظَمةِ اللهِ تعالى في قَلْبِه، ولا يستصغِرُ في حَقِّه معصيةً قَطُّ مهما صَغُرت، ولا يستعظِمُ في حَقِّه طاعةً قطُّ مهما عَظُمَت.
قال القَرافي في سِرِّ تحريمِ العُجْبِ: (إنَّه سوءُ أدَبٍ على اللهِ تعالى؛ فإنَّ العبدَ لا ينبغي له أن يستعظِمَ ما يتقَرَّبُ به إلى سَيِّده، بل يستصغِرُه بالنِّسبةِ إلى عَظَمةِ سَيِّده لا سِيَّما عَظَمةِ الله تعالى؛ ولذلك قال الله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزُّمر: 67] أي: ما عَظَّموه حَقَّ تعظيمِه) [3452] يُنظر: ((الفروق)) (4/227). .

انظر أيضا: