الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّاني: مِن وظائِفِ العَقْلِ في بابِ الصِّفاتِ: التفَكُّرُ والتدَبُّرُ لآثارِها ومُقتَضَياتِها

التفَكُّرُ والتدَبُّرُ وظيفةٌ زائِدةٌ على مجَرَّدِ العِلمِ بالمعنى الأصليِّ، وقد أمَرَ اللهُ تعالى بتدَبُّرِ كتابِه مُطلَقًا دونَ استثناءٍ.
قال الله تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الأَلْبَابِ [ص: 29] .
وقال اللهُ سُبحانَه: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24] وهذا شامِلٌ لنُصوصِ الصِّفاتِ.
ومن التدَبُّرِ الذي يتعلَّقُ بصِفاتِ اللهِ تعالى تدَبُّرُ آثارِ هذه الأوصافِ الشَّريفةِ ومُقتَضَياتها، كما قال اللهُ تعالى: فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الروم: 50] .
وهذه الوظيفةُ مَيدانٌ فَسيحٌ، ومجالٌ واسِعٌ ترتادُه عُقولُ المؤمنينَ، فلا تُحيُط به، ولا تَبلُغُ مُنتهاه؛ فكُلُّ المخلوقاتِ والأعراضِ والأحداثِ شَواهِدُ حَيَّةٌ لآثارِ أسمائِه وصفاتِه، ومَظاهِرُ ناطِقةٌ بعَظَمتِه ورَحمتِه، وانطِلاقُ القُوى العَقليَّةِ في هذا المجالِ تَنظُرُ وتتفَكَّرُ: مِن أعظَمِ أسبابِ زيادةِ الإيمانِ وامتلاءِ القَلْبِ بمحَبَّةِ اللهِ وتَعظيمِه [3421] يُنظر: ((مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات)) لأحمد القاضي (ص: 479). .

انظر أيضا: