الموسوعة العقدية

 الشَّافِي

يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه الشَّافي، الذي يَشْفِي عبادَه من الأسقامِ، و(الشَّافي) اسمٌ من أسْمائِهِ تعالى الثَّابتةِ بِالسُّنَّة الصَّحِيحَةِ.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
 قولُه تَعالَى: وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ [الشعراء: 80] .
قال السَّمعانيُّ: (قَولُه: وَإِذَا مَرِضْتُ هو استعمالُ أدَبٍ، وإلَّا فالمُمرِضُ والشَّافي هو اللهُ تعالى بإجماعِ أهلِ الدِّينِ) [2332] يُنظر: ((تفسير السمعاني)) (4/ 53). .
وقال ابنُ كثيرٍ: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ أي: إذا وقَعْتُ في مَرَضٍ فإنَّه لا يَقدِرُ على شِفائي أحَدٌ غيرُه، بما يُقدِّرُ من الأسبابِ الموصِلةِ إليه) [2333] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (6/ 147). .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
1- حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها مرفوعًا: ((اللهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وأنتَ الشَّافي، لا شِفاءَ إِلَّا شفاؤُك، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا )) [2334] أخرجه البخاري (5743) واللفظ له، ومسلم (2191). .
2- حَدِيثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها -في سِحْرِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- مرفوعًا: ((أمَّا أنا فقدْ شَفانِي اللهُ، وخَشِيتُ أنَّ يُثيرَ ذلك على النَّاسِ شَرًّا)) [2335] أخرجه مطولاً البخاري (3268) واللفظ له، ومسلم (2189) بلفظ: "عافاني الله". .
وقال البيهقيُّ: (قال الحليميُّ: قد يجوزُ أن يقالَ في الدُّعاءِ: يا شافي، يا كافي؛ لأنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَشْفي الصُّدورَ مِن الشُّبَهِ والشُّكوكِ، ومِنَ الحَسَدِ والغُلولِ، والأبدانَ مِنَ الأمراضِ والآفاتِ، لا يَقدِرُ على ذلك غَيرُه، ولا يُدعَى بهذا الاسمِ سِواه، ومعنى الشِّفاءِ رَفعُ ما يؤذي أو يُؤلِمُ عن البَدَنِ) [2336] يُنظر: ((الأسماء والصفات)) (1/ 219). .
وقال ابنُ هُبَيرةَ: (المعنى: أنَّ اللهَ تعالى معروفٌ بإذهابِ الباسِ، فدعاه باسمٍ يُناسِبُ المسألةَ التي يريدُ السَّائِلُ أن يَسألَها، وهي قَولُه: اشْفِ أنت الشَّافي، يعني: إن أُشفِيتُ بسَبَبٍ فأنت الشَّافي بغيرِ سَببٍ) [2337] يُنظر: ((الإفصاح عن معاني الصحاح)) (5/ 321). .

انظر أيضا: