الموسوعة العقدية

 الحَقُّ

يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه الحقُّ سُبحانَه وتعالى، وهو اسمٌ له ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ [الحج: 6] .
قال ابنُ جَريرٍ: (يعني تعالى ذِكْرُه بقَولِه: ذَلِكَ هذا الفِعلَ الذي فعَلْتُ مِن إيلاجي اللَّيلَ في النَّهارِ، وإيلاجي النَّهارَ في اللَّيلِ؛ لأنِّي أنا الحَقُّ الذي لا مِثلَ لي، ولا شَريكَ ولا نِدَّ) [1956] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (16/ 622). .
2- قولُه تعالى: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ [المؤمنون: 116] .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
حديثُ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما مرفوعًا: ((... أنتَ الحقُّ، وقولُك الحقُّ )) [1957] أخرجه البخاري (7385). .
قال الزَّجَّاجيُّ: (اللهُ عَزَّ وجَلَّ حَقٌّ، وكُلُّ معبودٍ دونَه باطِلٌ، والحَقُّ: نقيضُ الباطِلِ، ويقالُ: حَقَّ الشَّيءُ يَحِقُّ حَقًّا: تأويلُه: وجَبَ يجِبُ وُجوبًا؛ فاللهُ عَزَّ وجَلَّ حَقٌّ، وكُلُّ شَيءٍ مِن عِندِه حَقٌّ، وكُلُّ ما عاد إليه حَقٌّ، وكُلُّ ما أَمَر به ونهى عنه حَقٌّ على العبادِ امتثالُه، أي: واجِبٌ ذلك عليهم؛ فاللهُ الحَقُّ، أي: هو الحَقُّ، وما عُبِدَ دونَه باطِلٌ، واللهُ عَزَّ وجَلَّ الحَقُّ، أي: ذو الحَقِّ في أمْرِه ونَهْيِه، ووَعْدِه ووعيدِه، وجميعِ ما أنزَلَه على لسانِ رُسُلِه وأنبيائِه) [1958] يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 178). .
وقال الخَطَّابيُّ: (الحَقُّ: هو المتحَقِّقُ كونُه ووجودُه، وكُلُّ شَيءٍ صَحَّ وجودُه وكونُه فهو حَقٌّ) [1959] يُنظر: ((شأن الدعاء)) (1/ 76). .
وقال الحليميُّ: (الحَقُّ: ما لا يَسَعُ إنكارُه، ويلزَمُ إثباتُه والاعترافُ به، ووجودُ الباري تعالى أَولى ما يجِبُ الاعترافُ به، ولا يَسَعُ جَحْدُه، إذا لا مُثبِتَ يتظاهَرُ عليه مِنَ الدَّلائِلِ البيِّنةِ الظَّاهرةِ ما تظاهَرَت على وجودِ الباري جَلَّ جلالُه) [1960] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 188). .
وقال أبو القاسِمِ الأصبهانيِّ: (ومِن أسمائِه تعالى: الحقُّ، وهو المُتحقِّقُ كونُه ووجودُه، وكلُّ شيءٍ صحَّ وجودُه وكونُه فهو حقٌّ) [1961] يُنظر: ((الحجة في بيان المحجة)) (1/ 146). .
وبنحوِه قال ابنُ الأثيرِ [1962] يُنظر: ((جامع الأصول)) (4/179). .
وقال السَّعْديُّ: (الحقُّ في ذاتِه وصِفاتِه؛ فهو واجبُ الوجودِ، كامِلُ الصِّفاتِ والنُّعوتِ، وجودُه مِن لوازمِ ذاتِه، ولا وجودَ لشيءٍ مِن الأشياءِ إلَّا به؛ فهو الَّذي لم يزَلْ ولا يزالُ بالجلالِ والجمَالِ والكمالِ موصوفًا، ولم يزَلْ ولا يزالُ بالإحسانِ معروفًا، فقولُه حقٌّ، وفِعلُه حقٌّ، ولقاؤُه حقٌّ، ورُسلُه حقٌّ، وكُتبُه حقٌّ، ودِينُه هو الحقُّ، وعبادتُه وَحْدَه لا شريكَ له هي الحقُّ) [1963] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 949). .

انظر أيضا: