الموسوعة العقدية

المَبحَثُ السَّابعُ: من خصائِصِ عقيدةِ أهلِ السُّنَّة والجماعةِ: الشُّموليَّةُ

يتَّضِحُ شمولُ عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في الأُمورِ الثَّلاثةِ الآتية:
الأوَّلُ: شمولُ العبادةِ، فالعبادةُ: اسمٌ جامعٌ لكُلِّ ما يحبُّه اللهُ ويرضاه من الأقوالِ والأفعالِ الظَّاهرةِ والباطِنةِ.
فالعِبادةُ تَشمَلُ العباداتِ القَلبيَّةَ؛ كالمحبَّةِ، والخوفِ، والرَّجاءِ، والتوكُّلِ، وتَشمَلُ العباداتِ القوليَّةَ؛ كالذِّكرِ، والأمرِ بالمعروفِ، والنَّهيِ عن المنكَرِ، وقراءةِ القُرآنِ، وتَشمَلُ العباداتِ الفِعليَّةَ؛ كالصَّلاةِ، والصَّومِ، والحَجِّ، وتَشمَلُ العباداتِ الماليَّةَ؛ كالزَّكاةِ، وصَدَقةِ التطَوُّعِ.
وتَشمَلُ كذلك الشَّريعةَ كُلَّها؛ فإنَّ العبدَ إذا اجتَنَب المحرَّماتِ، وفَعَل الواجباتِ والمندوباتِ والمباحاتِ مبتغيًا بذلك وَجْهَ الله تعالى، كان فِعْلُه ذلك عبادةً يثابُ عليها.
الثَّاني: أنَّها تَشمَلُ عَلاقةَ العَبدِ برَبِّه، وعلاقةَ الإنسانِ بغَيرِه مِنَ البَشَرِ، وذلك في مباحثِ التَّوحيدِ بأنواعِه الثَّلاثةِ، وفي مَبحَثِ الوَلاءِ والبراءِ وغَيرِها.
الثَّالِثُ: أنَّها تَشمَلُ حالَ الإنسانِ في الحياةِ الدُّنيا، وفي الحياةِ البَرزخَّيةِ (القَبرِ)، وفي الحياةِ الأُخرويَّةِ.

انظر أيضا: