الموسوعة العقدية

المبحثُ العاشرُ: من خُطورةِ بَعضِ البِدَعِ وآثارِها السَّيِّئةِ الخَوفُ عليه من الوُقوعِ في الكُفْرِ

إنَّ العُلماءَ من السَّلَفِ الأوَّلِ وغَيرِهمُ اختَلَفوا في تَكفيرٍ كَثيرٍ مِن فِرَقِ المُبتَدِعةِ مِثلِ الخَوارِجِ والقَدَريَّةِ وغَيرِهم، ودَلَّ على ذلك ظاهِرُ قَولِه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شيْءٍ [الأنعام: 159] ، وقَولِـه: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران: 106] . وقد حَكَمَ العُلماءُ بكَفرِ جُملةٍ منهم كالباطِنيَّةِ وسِواهم، والعُلماءُ إذا اختَلَفوا في أمرٍ: هل هو كُفرٌ أم لا؟ فكُلُّ عاقِلٍ يَربَأ بنَفسِه أن يُنسَبَ إلى خُطَّةِ خَسْفٍ كهذه بحَيثُ يُقالُ لَه: إنَّ العُلماءَ اختَلَفوا: هل أنتَ كافِرٌ أم ضالٌّ غَيرُ كافِرٍ؟ أو يُقالُ: إنَّ جَماعةً من أهلِ العِلمِ قالوا بكُفِركَ وأنتَ حَلالُ الدَّمِ!

انظر أيضا: