الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الثَّالِثُ: الفَرقُ بيْن نَوعَيِ الشِّرْكِ الأكبَرِ والأصغَرِ

تُوجَدُ عِدَّةُ فُروقٍ بيْن الشِّرْكِ الأكبَرِ والأصغَرِ؛ منها:
1- أنَّ الشِّرْكَ الأكبَرَ لا يَغفِرُ اللهُ لصاحِبِه إلَّا بالتَّوبةِ، وأمَّا الأصغَرُ فقد اختُلِفَ فيه فقيلَ: إنَّه تحتَ المشيئةِ. وقيل: إنَّ صاحِبَه إذا مات فلا بُدَّ أن يُعَذِّبَه اللهُ عليه، لكِنْ لا يُخَلَّد في النَّارِ.
2- أنَّ الشِّرْكَ الأكبَرَ مُحبِطٌ لجَميعِ الأعمالِ، وأمَّا الأصغَرُ فلا يُحبِطُ إلَّا العَمَلَ الذي قارَنَه على القَولِ الرَّاجِحِ.
3- أنَّ الشِّرْكَ الأكبَرَ مُخرِجٌ عن الملَّةِ الإسلاميَّةِ، وأمَّا الأصغَرُ فلا يُخرِجُ منها، فالمُشرِكُ شِرْكًا أصغَرَ يعامَلُ مُعاملةَ المسلِمينَ؛ فيناكَحُ، وتُؤكَلُ ذبيحتُه، ويَرِثُ ويُورَثُ، ويُصلَّى عليه، ويُدفَنُ في مقابِرِ المسلِمينَ.
4- أنَّ الشِّرْكَ الأكبَرَ صاحِبُه مُخَلَّدٌ في النَّارِ، وأمَّا الأصغَرُ فلا يُخَلَّدُ فيها، فإن دخلَها يكونُ حُكمُه كسائِرِ مُرتَكِبي الكبائِرِ مِن المسلِمينَ.
5- أنَّ الشِّرْكَ الأكبَرَ يُحِلُّ الأنفُسَ والأموالَ، أمَّا الشِّرْكُ الأصغَرُ فلا؛ فصاحِبُه لا يزالُ على إسلامِه رَغْمَ نَقصِ إيمانِه [329] يُنظر: ((الجواب الكافي)) لابن القيم (ص: 132)، ((كلمة الإخلاص وتحقيق معناها)) لابن رجب (ص: 23 - 25)، ((تيسير العزيز الحميد)) لسليمان آل الشيخ (ص: 521)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (1/48)، ((القول المفيد)) لابن عثيمين (1/114، 206)، ((فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى)) (1/344)، ((المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية)) للبريكان (ص: 127). .

انظر أيضا: