الموسوعة العقدية

الفَرعُ الأوَّلُ: تعريفُ الشِّرْكِ في الرُّبوبيَّةِ

هو اعتِقادُ متصَرِّفٍ مع اللهِ عَزَّ وجَلَّ في أيِّ شَيءٍ مِن تدبيرِ الكَونِ؛ من إيجادٍ أو إعدامٍ، أو إحياءٍ أو إماتةٍ، أو جَلبِ خَيرٍ أو دَفعِ شَرٍّ، أو غيرِ ذلك من معاني الرُّبوبيَّةِ [157] يُنظر: ((أعلام السنة المنشورة)) لحافظ الحكمي (ص: 24). .
قال اللهُ تعالى: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ [فاطر: 2-3] .
وقال اللهُ سُبحانَه: وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ [يونس: 107] .
وقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَن فِي السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ [النمل: 65] .
قال ابنُ تيميَّةَ: (إنَّ الرَّبَّ سُبحانَه هو المالِكُ المدَبِّرُ، المعطي المانِعُ، الضَّارُّ النَّافِعُ، الخافِضُ الرَّافِعُ، المعِزُّ المذِلُّ، فمن شَهِدَ أنَّ المعطيَ أو المانِعَ، أو الضَّارَّ أو النَّافِعَ، أو المعِزَّ أو المذِلَّ: غَيرُه، فقد أشرَكَ برُبوبيَّتهِ) [158] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (1/92). .
وقال ابنُ تيميَّةَ أيضًا: (فأمَّا الأوَّلُ الشِّرْكُ في الرُّبوبيَّةِ فهو إثباتُ فاعِلٍ مُستَقِلٍّ غيرِ اللهِ، كمن يجعَلُ الحيوانَ مُستَقِلًّا بإحداِث فِعْلِه، ويجعَلُ الكواكِبَ أو الأجسامَ الطبيعيَّةَ، أو العُقولَ أو النُّفوسَ، أو الملائِكةَ، أو غيرَ ذلك: مُستَقِلًّا بشَيءٍ مِن الأحداثِ، فهؤلاء حقيقةُ قَولِهم: تعطيلُ الحوادِثِ عن الفاعِلِ...) [159] يُنظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) (7/390). .
وقال حافِظٌ الحَكَميُّ: (عِلمُ الغَيبِ مِن صِفاتِ الرُّبوبيَّةِ التي استأثَرَ اللهُ تعالى بها دونَ مَن سِواه، فلا سَمِيَّ له ولا مُضاهِيَ ولا مُشارِكَ) [160] يُنظر: ((معارج القبول)) (2/ 571). .

انظر أيضا: