الموسوعة العقدية

الفرعُ الأوَّلُ: عباراتُ العُلماءِ في أنَّ الكُفْرَ يكونُ بالقَوْلِ أو الفِعْلِ كما يكونُ بالاعتقادِ

 مجمَلُ أقوالِ العُلَماءِ في ذلك تنحَصِرُ في خمسِ عبـاراتٍ:
1- أنَّ الكُفْرَ يكونُ بالقَوْلِ أو الفِعْلِ، فلم يقيِّدوه بالاعتقـادِ [1088] ومن هؤلاء: نافع مولى ابن عمر، الشافعي، إسحاق بن راهويه، محمد بن سحنون، ابن جرير الطبري، أبو الحسن الأشعري، البربهاري، الجصَّاص، ابن عبد البرِّ، الجويني، البزدوي، الكيا الهرَّاسي، ابن العربي، الرازي، الكاساني، الفرغان صاحب فتاوى قاضيخان، ابن الجوزي، القرطبي، القرافي، ابن القيِّم، ابن مفلح، ابن رجب، البزاز صاحب الفتاوى البزازية، ابن حجر العسقلاني، المرداوي، الحموي، العدوي، الشوكاني، رشيد رضا، الحكمي، الشنقيطي. .
2- أنَّ الكُفْرَ يكونُ بالقَوْلِ أو الفِعْلِ أو الاعتقادِ، فغايروا بينها [1089] ومن هؤلاء: ابن شاس، ابن قدامة، ابن الحاجب، الوردي، السبكي، خليل بن إسحاق، العثماني، ابن فرحون، الطرابلسي، المحلِّي، الأقفهسي، الرصَّاع، ابن قاسم الغزي، زكريَّا الأنصاري، ابن النجَّار، المليباري، المناوي، مرعي بن يوسف، البهوتي، محمد بن غريب، البجيرمي، الدسوقي، عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، البكري، القنوجي، أحمد بن عيسى، ابن ضويان، ابن سعدي، اللجنة الدائمة للإفتاء، بكر أبو زيد. .
3- أنَّ الكُفْرَ يكونُ بالقَوْلِ أو الفِعْلِ ولو لم يُعْتَقَد، فنصُّوا على عدمِ شرطيَّةِ الاعتقادِ [1090] ومن هؤلاء: أبو ثور، السمرقندي، ابن حزم، القاضي عياض، ابن مازه، النووي، ابن تيميَّة، علاء الدين البخاري، المحبوبي، الأندربتي الدهلوي، التفتازاني، الزركشي، ابن الوزير، ابن الهمَّام، المنهاجي الأسيوطي، الأقفهسي، ابن أمير الحاج، منلا خسرو، عميرة، ابن نجيم، الهيتمي، الخطيب الشربيني، القليوبي، زاده داماد، الكفوي، المقبلي، الصنعاني، الجمل، محمد بن عبد الوهَّاب، الشرقاوي، الرحيباني، عبد الله بن محمد بن عبد الوهَّاب، ابن عابدين، البيجوري، أبابطين، عليش، حمد بن عتيق، جمال الدين القاسمي، الألوسي، الكشميري، محمد بن إبراهيم، ابن عثيمين، ابن جبرين، الفوزان، بكر أبو زيد، الموسوعة الفقهيَّة الكويتيَّة.  ومن ألفاظهم: ولو لم يعتَقِدْ، وإن لم يعتَقِدْ، ولا معتَقد له، من غير اعتقادٍ له، وسواء اعتقدوه أو لم يعتَقِدوه، سواء (لا فرق) صدر (قاله) عن اعتقاد أو عناد أو..، سواء كان يعتقد أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، ولا ينفَعُه ما في قَلْبِه، وإن كان قلبُه مطمئنًّا بالإيمان، جادًّا أو هازلًا (لاعبًا) (مازحًا)، الردُّ على من قال: إن مبنى الرِّدَّة على الاعتقادِ، الردُّ على من قال: لا يكفُرُ حتى يعتَقِدَ. إلى غـيرِ ذلك من الألفاظ. .
4- أنَّ الكُفْرَ يكونُ بالقَوْلِ والفِعْل ولو لحظٍّ من حُظوظِ الدُّنيـا [1091] وممن صرَّح بذلك: ابن تيميَّة، ابن كثير، محمد بن عبد الرحمن المغربي، المقبلي، محمَّد بن عبد الوهَّاب، سليمان بن عبد الله آل الشيخ، حمد بن عتيق، محمَّد بن إبراهيم، الفوزان. ومن ألفاظهم: وإن كان سببه حبَّ الدُّنيا على الآخرة، بسبب إيثار الدُّنيا لا بسبب العقيدة، طمعًا في الدُّنيا، من أجل التِّجارة، خوفًا من نقصِ مال، مداراة لأحد، أو لغير ذلك من الأغراضِ، سَبَبه حظٌّ من حظوظ الدُّنيا، من أجل ِماله أو بلده أو أهله، سببه قوَّة الشَّهوة. إلى غير ذلك من الألفاظِ. .
5- ردودٌ أو إنكارٌ على الجهميَّةِ والمرجِئةِ الذين يشترطونَ الاعتقادَ أو الاستحلالَ [1092] ومن هؤلاء: ابن عيينة، الشافعي، الحميدي، أحمد بن حنبل، ابن حزم، ابن تيميَّة، الفوزان. .
ومن تأمَّل هذه العباراتِ يجِد أنَّ مؤدَّاها واحِدٌ، وإنْ كان بعضُها أصرَحَ من بعضٍ في بيان المقصودِ؛ فأصحابُها مُتَّفِقون على أنَّ الكُفْرَ يكونُ بالقَوْلِ أو الفِعْلِ كما يكونُ بالاعتقادِ [1093] يُنظر: ((التوسط والاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد)) لعلوي السقاف (ص: 16، 25 - 148). .

انظر أيضا: