الموسوعة العقدية

المبحثُ الثَّامِنُ: من أوجُهِ زيادةِ الإيمانِ ونُقصانِه: أنَّ الإنسانَ قد يكونُ مُكَذِّبًا ومُنكِرًا لأمورٍ لا يعلَمُ أنَّها من الإيمانِ، فإذا تبيَّن له بعدُ أنَّها من الإيمانِ، وصَدَّقَ بما كان مُكَذِّبًا به، فهذا تصديقٌ جديدٌ، وإيمانٌ جديدٌ، ازداد به إيمانُه، وهو لم يكُنْ قَبلَ ذلك كافرًا، بل جاهلٌ

كُلُّ من ابتدع في الدِّينِ قَولًا أخطأ فيه، أو عَمِلَ عَمَلًا أخطَأَ فيه، وهو مؤمِنٌ بالرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُصَدِّقٌ بما جاء به، ثم عرف ما قاله وآمَنَ به وتَرَك ما كان عليه من خَطَأٍ: فقد ازداد إيمانًا؛ فمن عَلِمَ ما جاء به الرَّسولُ وعَمِلَ به أكمَلُ ممَّن أخطأَ ذلك، ومَن عَلِمَ الصَّوابَ بعد الخطَأِ وعَمِلَ به أكمَلُ ممَّن لم يكُنْ كذلك [403] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) لابن تيميَّةَ (7/237). .
والفَرقُ بين هذا الوَجهِ والوَجهِ الأوَّلِ: أنَّ صاحِبَ الوَجهِ الأوَّلِ كان قَلْبُه خاليًا من تكذيبٍ وتصديقٍ لشيءٍ من التفاصيلِ، فلم يكُنْ يَعرِفُ ولا يُنكِرُ شيئًا من ذلك، أمَّا صاحِبُ هذا الوَجهِ الثَّامِنِ فقد كان مكَذِّبًا بشيءٍ من التفاصيلِ لجَهْلِه أنَّها من الإيمانِ، ثم آمن به؛ فازداد بتصديقِه إيمانًا.

انظر أيضا: