الموسوعة العقدية

تمهيدٌ:

حَفَل القرآنُ الكريمُ بالأدِلَّةِ على ربوبيَّةِ اللهِ، التي تبيِّنُ عَظَمتَه، وتفَرُّدَه بالخَلْقِ والمُلْكِ والتَّدبيرِ.
والأدِلَّةُ على ذلك تعَزِّزُ الفِطْرةَ، وتَزيدُها يَقينًا واستِقامةً، كما يحتاجُ إليها أيضًا من تعرَّضت فِطرتُه لأحوالٍ مِنَ الشِّركِ والكُفرِ، فتأتي هذه الأدِلَّةُ لتَنبيهِ الفِطرةِ، وتقويمِ اعوِجاجِها.
قال ابنُ تَيميَّةَ: (الإقرارُ بالخالقِ وكَمالِه كما يكونُ فِطْريًّا ضروريًّا في حَقِّ من سَلِمَت فِطْرتُه، وإن كان مع ذلك تَقومُ عليه الأدِلَّةُ الكثيرةُ، وقد يحتاجُ إلى الأدلَّةِ عليه كثيرٌ مِنَ النَّاسِ، عند تغيُّرِ الفِطرةِ، وأحوالٍ تَعرِضُ لها) [395] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (6/73) .
وممَّا يُبَيِّنُ مدى أثَرِ القُرآنِ في إحياءِ الِفطرةِ ومُعالجتِها من ظُلُماتِ الشِّركِ والكُفرِ: حديثُ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (سَمِعتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقرَأُ في المغرِبِ بالطُّورِ، فلمَّا بلغ هذه الآيةَ: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ * أَمْ خَلَقُوا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بَل لَّا يُوقِنُونَ * أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ [الطور:35-37]، كاد قلبي أن يطيرَ) [396] أخرجه البخاري (4854). . وفي روايةٍ: (وذلك أوَّلَ ما وَقَر الإيمانُ في قَلْبي) [397] أخرجه البخاري (4552). .
وقد دلَّ على ربوبيَّتِهِ سُبْحانَه: الفِطرةُ، والشَّرعُ، والحِسُّ، والعَقْلُ.

انظر أيضا: