الموسوعة العقدية

المَطلَب الثَّالِثُ: تُربةُ الجَنَّةِ

عَن أبي ذَرٍّ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أُدخِلْتُ الجَنَّةَ فإذا فيها جَنابذُ اللُّؤلُؤِ [4515] قال ابن بطَّال: (عن ابن السِّكِّيت قال: (الجنبذةُ): ما ارتفع من البناءِ. وبهذا اتَّضح معنى اللَّفظةِ؛ لأنه عليه السلامُ إنما وصف أرضَ الجنَّةِ وبنيانَها، فقال: ترابُها مِسْكٌ، وبنيانها لؤلؤٌ) ((شرح صحيح البخاري)) (2/ 13) بتصرف يسير. ، وإذا تُرابَها المِسْكُ)) [4516] أخرجه البخاري (3342)، ومسلم (163) مطولًا. .
وعَن أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لابنِ صائِدٍ: ((ما تُربةُ الجَنَّةِ؟)) قال: دَرَمَكةٌ بيضاءُ مِسْكٌ [4517] قال النووي: (قال العلماءُ معناه: أنها في البياضِ درمكةٌ، وفي الطِّيبِ مِسكٌ، والدَّرمك: هو الدقيقُ الحواري الخالِصُ البَياضِ) ((شرح مسلم)) (18/ 52). يا أبا القاسِمِ، قال: ((صدَقْتَ)) [4518] أخرجه مسلم (2928). .
قال ابنُ رَجَبٍ: (قَولُه: ((وإذا تُرابَها المِسْكُ )) والمُرادُ -واللهُ أعلَمُ-: أنَّ رائِحةَ تُرابِها رائِحةُ المِسْكِ، وأمَّا لَونُه فمُشرِقٌ مُبهِجٌ كالزَّعفَرانِ، يَدُلُّ عليه ما في حَديثِ أبي هُرَيرةَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الجَنَّةُ مِلاطُها المِسْكُ، وتُرْبَتُها الزَّعفَرانُ))...
والمِلاطُ: التُّرابُ الَّذي يَختَلِطُ بالماءِ، فيَصيرُ كالطِّينِ. فلَونُه لَونُ الزَّعفَرانِ في بهجَتِه وإشراقِه، وريحُه كَريحُ المِسْكِ، وطَعَمُه كَطَعَمُ الخُبزِ يُؤكَلُ. يَدُلُّ على ذَلِكَ: ما في صَحيحِ مُسلِمٍ عَن أبي سَعيدٍ، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِابنِ صائِدٍ: ((ما تُربةُ الجَنَّةِ؟)) قال: دَرَمَكةٌ بيضاءُ، مِسكٌ يا أبا القاسِمِ، قال: ((صَدَقْتَ)) [4519] يُنظر: ((فتح الباري)) (2/ 120). .

انظر أيضا: