الموسوعة العقدية

الفَرعُ الثَّاني: أولُ الأُمَمِ دُخُولًا الجَنَّةَ هم أمَّةُ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

عَن أبي هريرةَ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((نَحنَ الآخِرُونَ الأَوَّلُون يَومَ القيامةِ، ونَحنُ أوَّلُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ، بَيْدَ أنَّهم أُوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِنا، وأُوتيناه مِن بَعدِهم )) [4305] أخرجه البخاري (896)، ومسلم (855) واللَّفظُ له. .
قال علي القاري: ( ((نَحنُ الآخِرُونَ)) أي خِلقةً ((الأَوَّلُون)): حياةً ورُتبةً ((يَومَ القيامةِ)): والعِبرةُ بذَلِكَ اليَومِ ومَواقِفِه، ((ونَحنُ أولُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ)): يَعني: نَبيُّنا قَبلَ سائِرِ الأنبياءِ، وأمَّتُه قَبلَ سائِرِ الأُمَمِ اعتِبارًا لِلسَّبْقِ المَعنَويِّ، لا الوُجُودِ الحِسِّيِّ) [4306] يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) (3/ 1010). .
قال أبُو العَبَّاس القُرطُبيُّ: (هذا كُلُّه شَرَفٌ لِهذه الأُمَّةِ بشَرَفِ نَبيِّها، ولِأنَّهم خيرُ أمَّةٍ أُخرِجَت لِلنَّاسِ) [4307] يُنظر: ((المفهم)) (2/ 491). .
وقال البيضاويُّ: (إنَّ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأمَّتَه يُحشَرُونَ قَبلَ سائِرِ الأُمَمِ، ويَمُرُّونَ على الصِّراطِ أولًا، ويُقضى لَهم قَبلَ سائِرِ الخَلائِقِ، ويَتقَدَّمونَ في دُخُولِ الجَنةِ) [4308] يُنظر: ((تحفة الأبرار)) (1/ 383). .
وقال ابنُ تيميَّةَ: (أوَّلُ مَن يَستَفتِحُ بابَ الجَنَّةِ: مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأولُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ الأُمَمِ: أمَّتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) [4309] يُنظر: ((العقيدة الواسطية)) (ص: 100). .

انظر أيضا: