الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الرَّابِعُ: أثَرُ الشُّربِ مِنَ الحَوضِ

مِن شَرِبَ منه شَربةً لَم يَظمَأْ بَعدَها أبَدًا.
عن سَهلِ بنِ سَعدٍ رَضِيَ الله عنه قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنِّي فَرَطُكم على الحَوضِ، من مَرَّ عليَّ شَرِبَ، ومن شَربَ لَم يَظمَأْ أبَدًا. ليَرِدَنَّ عليَّ أقوامٌ أعرِفُهم ويَعرِفوني، ثُمَّ يُحالُ بَيني وبينَهم )) [4222] أخرجه البخاري (6583) واللَّفظُ له، ومسلم (2290). .
وعن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((حَوضي مَسيرةُ شَهرٍ، ماؤُه أبيضُ من اللبَنِ، وريحُه أطيبُ من المِسكِ، وكيزانُه كنُجومِ السَّماءِ، من شَرِبَ منها فلا يَظمَأُ أبَدًا )) [4223] أخرجه البخاري (6579) واللَّفظُ له، ومسلم (2292). .
قال ابنُ عُثَيمين: (زَمَنُ الحَوضِ قَبلَ العُبورِ على الصِّراطِ؛ لأنَّ المَقامَ يَقتَضي ذلك؛ حَيثُ إنَّ النَّاسَ في حاجةٍ إلى الشُّربِ في عَرَصاتِ القيامةِ قَبلَ عُبورِ الصِّراطِ... ((مَن يَشرَبْ منه شَربةً لا يَظمَأْ بَعدَها أبَدًا)): حَتَّى على الصِّراطِ وبَعدَه. وهذه من حِكمةِ اللهِ عزَّ وجَلَّ؛ لأنَّ الذي يَشرَبُ من الشَّريعةِ في الدُّنيا لا يَخسَرُ أبَدًا كذلك) [4224] يُنظر: ((شرح العقيدة الواسطية)) (2/158). .
وجاءَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَولُه عَمَّنْ شَرِبَ من الحَوضِ: ((ولَم يُسَوَّدْ وَجْهُه أبَدًا ))  [4225]أخرجه أحمد (22156)، وابن حبان (6457)، والطبراني (8/187) (7672) مطولًا من حديثِ أبي أمامة الباهلي رَضِيَ اللهُ عنه. صحَّحه ابن حبان، والألباني في ((صحيح الترغيب)) (3614)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (22156)، وقال المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (4/311): رواته محتج بهم في الصحيح، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/365): رجاله رجال الصحيح. .

انظر أيضا: