الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الثَّالِثُ: أباريقُه

1- عن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كيزانُه [4209] (كيزانه: جمع كوز). يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (8/ 3536). كنُجومِ السَّماءِ)) [4210] أخرجه البخاري (6579)، ومسلم (2292) مطولًا. .
كيزانُه كنُجومِ السَّماءِ : يَعني في الكَثرةِ، وقيلَ: في اللونِ، يَعني: تُضِيءُ وتَلمَعُ كنُجومِ السَّماءِ [4211] يُنظر: ((شرح المشكاة)) (11/ 3516)، ((مرقاة المفاتيح)) للقاري (8/ 3536). .
2- عن حارِثةَ بنِ وهْبٍ رَضِيَ الله عنه أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((حَوضُه ما بينَ صَنعاءَ والمَدينةِ ))، فقال له المُستَوردُ: ألَم تَسمَعْه قال: الأواني؟ قال: لا، قال المُستَوردُ: (تُرى فيه الآنيةُ مِثلَ الكَوكَبِ) [4212] أخرجه البخاري (6592)، ومسلم (2298). .
3- عن أنسِ بن مالِك رَضِيَ الله عنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ فيه من الأباريقِ كعَدَدِ نُجومِ السَّماءِ )) [4213] أخرجه البخاري (6580)، ومسلم (2303) مطولًا. .
4- عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((فيه أباريقُ كنُجومِ السَّماءِ )) [4214] أخرجه مسلم (2299) مطولًا. .
5- عن أبي ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه قال: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما آنيةُ الحَوضِ؟ قال: ((والذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِه لآنيَتُه أكثَرُ من عَدَدِ نُجومِ السَّماءِ وكَواكِبِها ، ألَا في الليلةِ المُظلِمةِ المُصحيَةِ آنيَةُ الجَنَّةِ [4215] قال النووي: (قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (ألَا في الليلة المُظلِمة) فهو بتخفيف ألا، وهي التي للاستفتاح، وخَصَّ الليلة المظلمة المُصْحِية؛ لأنَّ النُّجومَ تُرى فيها أكثَرَ، والمراد بالمظلمة التي لا قمر فيها مع أن النجوم طالعةٌ فإن وجود القمر يستر كثيرًا من النجوم، وأما قوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (آنيةُ الجنة) فضبطه بعضهم برفع آنية وبعضهم بنصبها، وهما صحيحان؛ فمن رفع فخبر مبتدأ محذوف، أي: هي آنية الجنةِ، ومن نصب فبإضمار أعني أو نحوه). ((شرح مسلم)) (15/60). ) [4216] أخرجه مسلم (2300) مطولًا. .
6- عن جابِرِ بنِ سَمُرةَ رَضِيَ الله عنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (كأنَّ الأباريقَ فيه النُّجومُ)) [4217] أخرجه مسلم (2305) مطولًا. .
قال النَّوَويُّ: (قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كيزانُه كنُجومِ السَّماءِ )): وفي رِوايةٍ: ((فيه أباريقُ كنُجومِ السَّماءِ )). وفي رِوايةٍ: ((والذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِه لآنيَتُه أكثَرُ من عَدَدِ نُجومِ السَّماءِ وكَواكِبِها )). وفي رِوايةٍ: ((وإنَّ فيه من الأباريقِ كعَدَدِ نُجومِ السَّماءِ )). وفي رِوايةٍ: ((آنيَتُه عَدَدُ النُّجومِ)). وفي رِوايةٍ: ((تُرى فيه أباريقُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ كعَدَدِ نُجومِ السَّماءِ)). وفي رِوايةٍ: ((كأنَّ الأباريقَ فيه النُّجومُ)). المُختارُ الصَّوابُ أنَّ هذا العَدَدَ للآنيَةِ على ظاهرِه، وأنَّها أكثَرُ عَدَدًا من نُجومِ السَّماءِ، ولا مانِعَ عَقليٌّ ولا شَرعيٌّ يَمنَعُ من ذلك، بَل ورَد الشَّرعُ به مُؤَكِّدًا، كما قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((والذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيَدِه لآنيَتُه أكثَرُ من عَدَدِ نُجومِ السَّماءِ [4218] أخرجه مسلم (2300) مطولًا. ) [4219] يُنظر: ((شرح مسلم)) (15/ 55). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (صِفةُ الحَوضِ: طولُه شَهرٌ وعَرضُه شَهرٌ، وزَواياه سَواءٌ، وآنيَتُه كنُجومِ السَّماءِ، وماؤُه أبيضُ من اللبَنِ وأحلى من العَسَلِ وأطيبُ من ريحِ المِسكِ، فيه ميزابانِ يَمُدَّانِه من الجَنَّةِ، أحَدُهما من ذَهَبٍ والثَّاني من فِضَّةٍ، يَرِدُه المُؤمِنونَ من أمَّةِ مُحَمَّدٍ، ومَن يَشرَبْ منه شَرَبةً لا يَظمَأْ بَعدَها أبَدًا، وكُلُّ هذا ثابِتٌ في الصَّحيحينِ أو أحَدِهما. وهو مَوجودٌ الآنَ؛ لقَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((وإنِّي واللهِ لأنظُرُ إلى حَوضي الآنَ )) [4220] أخرجه البخاري (1344)، ومسلم (2296) مطولًا من حديثِ عقبة بن عامر رَضِيَ اللهُ عنه. [4221] يُنظر: ((شرح لمعة الاعتقاد)) (ص: 124). .

انظر أيضا: