الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الثَّاني: مَعنى الحَشرِ اصطِلاحًا

الحَشرُ في الِاصطِلاحِ هو: سوقُ النَّاسِ وجَمعُهم إلى المَحْشَرِ لحِسابِهم.
قال ابنُ حَجَرٍ عن الحَشرِ يَومَ القيامةِ: (حَشرُ الأمواتِ من قُبورِهم وغَيرِها بَعدَ البَعثِ جَميعًا إلى المَوقِفِ. قال اللهُ عَزَّ وجلَّ: وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا [الكهف: 47] ) [3148] يُنظر: ((فتح الباري)) (11/ 379). ويُنظر: ((التذكرة)) للقرطبي (1/ 231). .
وقال البيجوريُّ: (الحَشرُ عِبارةٌ عن سوقِهم جَميعًا إلى المَوقِفِ، وهو المَوضِعُ الذي يَقِفونَ فيه) [3149] يُنظر: ((شرح جوهرة التوحيد)) (ص: 278).   .
وقال السَّفارينيُّ عن الحَشرِ: (المُرادُ به جَمعُ أجزاءِ الإنسانِ بَعدَ التَّفرِقةِ، ثُمَّ إحياءُ الأبَدانِ بَعدَ مَوتِها. واعلَمَ أنَّه يَجِبُ الجَزمُ شَرعًا أنَّ اللهَ تعالى يَبعَثُ جَميعَ العِبادِ ويُعيدُهم بَعدَ إيجادِهم بجَميعِ أجزائِهمُ الأصليَّةِ، وهيَ التي من شَأنِها البَقاءُ من أوَّلِ العُمرِ إلى آخِرِه ويَسوقُهم إلى مَحْشَرِهم لفَصلِ القَضاءِ؛ فإنَّ هذا حَقٌّ ثابِتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ وإجماعِ سَلَفِ الأمَّةِ مَعَ كونِه من المُمكِناتِ التي أخبَرَ بها الشَّارِعُ. وكُلُّ ما هو كذلك فهو ثابِتٌ والإخبارُ عنه مُطابِقٌ) [3150] يُنظر: ((لوامع الأنوار البهية)) (2/ 158). .

انظر أيضا: