الموسوعة العقدية

الفَرعُ الثَّامِنُ: بِنْيَتُه

الدَّجَّالُ ضَخمُ الجُثَّةِ.
عَن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في وصفِ الدَّجَّالِ: ((رَجُلٌ جَسِيمٌ)) [2523] أخرجه مُطَولًا البخاري (7128) واللَّفظُ له، ومسلم (171). .
قال ابنُ التين: (الذي وقَعَ نَعْتُه بأنَّه جَسِيمٌ إنَّما هو الدَّجَّالُ) [2524] يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (6/ 484). .
وفي حَديثِ تَميمِ بن أوسٍ الدَّاريِّ رَضِيَ الله عَنه أنَّه قال في وصفِ الدَّجَّالِ لَمَّا رآه: ((أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا)) [2525] أخرجه مسلم (2942) مُطَولًا. .
قال ابنُ الْملكِ الكرمانيُّ: ( ((فإذا فيه أعظَمُ إنسانٍ)) أي: في الجُثَّةِ. ((ما رَأيناها)) أيِ: الأعظَمَ. ((قَطُّ خَلقًا)) [2526] يُنظر: ((شرح المصابيح)) (5/ 582). .
وقال الطِّيبيُّ: (قَولُه: ((إنَّ الْمَسيحَ الدَّجَّالَ)) استِئنافٌ وقَعَ تَأكيدًا لِما عَسى أن يَلتَبِسَ عليهم. قَولُه: ((قَصيرٌ)) وَجهُ الجَمعِ بينَه وبينَ قَولِه في الحَديثِ السَّابِقِ: ((أعظَمُ إنسانٍ رَأيناه)) أنَّه لا يَبعُدُ أن يَكونَ قَصيرًا بَطِينًا عَظيمَ الخِلْقةِ، ويُحتَمَلُ أنَّ الله تعالى يُغَيِّرُه عِندَ الخُروجِ) [2527] يُنظر: ((شرح المشكاة)) (11/ 3467). .
وعَن عَبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في وصفِه: ((رَأيتَه فَيْلَمانيًّا)) [2528] أخرجه أحمد (3546)، وأبو يعلى (2720) مُطَولًا. صحَّح إسنادَه الطبري في ((التفسير)) (1/408)، وابن كثير في ((التفسير)) (5/26)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (5/182)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (3546). .
قال الخَطابيُّ: (الفَيْلَمُ والفَيْلَمانيُّ: العَظيمُ الجُثَّةِ) [2529] يُنظر: ((غريب الحديث)) (1/ 581). .
وقال ابنُ الأثيرِ: (في صِفةِ الدَّجَّالِ ((أقمَرُ فَيْلَمٌ))، وفي رِوايةِ: ((فَيْلمانِيًّا)) الفَيْلمُ: العَظيمُ الجُثِّةِ. والفَيْلمُ: الأمرُ العَظيمُ، والياءُ زائِدةٌ. والفَيْلمانيُّ: مَنسوبٌ إليه بزيادةِ الألفِ والنُّونِ للمُبالَغةِ) [2530] يُنظر: ((النهاية)) (3/ 474). .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (ضَخمٌ فَيْلَماني -بفَتحِ الفاءِ وسُكونِ التَّحتانيَّةِ وفَتحِ اللَّامِ وبَعدَ الألفِ نونٌ- أي: عَظيمُ الجُثَّةِ) [2531] يُنظر: ((فتح الباري)) (13/ 100). .

انظر أيضا: