الموسوعة العقدية

الْمَبحَثُ السَّابِعُ والثَّلاثونَ: قَطْعُ الأرحامِ

عَن عَبد اللهِ بنِ عَمرِو بن العاصِ رَضِيَ الله عَنهما أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((إنَّ اللهَ يُبغِضُ الفُحْشَ والتَّفَحُّشَ، والذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيدِه، لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الأمينُ، ويُؤتَمَنَ الخائِنُ، حَتَّى يَظهَرَ الفُحشُ والتَّفَحُّشُ، وقَطيعةُ الأرحامِ، وسوءُ الجِوارِ )) [2218] أخرجه مُطَولًا أحمد (6872) واللَّفظُ له، والطبراني (13/592) (14507)، والحاكم (253) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه الحاكم، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (6872)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (10/20)، ووثق رواته البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (8/100). .
وعَن عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ الله عَنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّ بين يَدَيِ الساعةِ تَسليمَ الخاصَّةِ، وفُشُوَّ التِّجارةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرأةُ زَوجَها على التِّجارةِ، وقَطْعَ الأرحامِ، وشَهادةَ الزُّورِ، وكِتمانَ شَهادةِ الحَقِّ، وظُهورَ القَلَمِ )) [2219] أخرجه أحمد (3870) واللَّفظُ له، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1590)، والحاكم (7043). صحَّح إسنادَه الحاكم، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (5/333)، والألباني على شرط مسلم في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (647)، وحسنه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (3870). .
قال الصَّنعانيُّ: (إنَّ قَطيعةَ الرَّحِمِ وسوءَ الخُلُقِ وسوءَ الجِوارِ سَبَبٌ لخَرابِ الدِّيارِ ونَقصِ الأعمارِ) [2220] يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) (6/ 585). .
قال اللهُ تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد: 22، 23].
قال ابنُ كثيرٍ: (هذا نَهيٌ عَنِ الإفسادِ في الأرضِ عُمومًا، وعَن قَطْعِ الأرحامِ خُصوصًا، بَل قَد أمرَ اللهُ تعالى بالإصلاحِ في الأرضِ وصلةِ الأرحامِ، وهو الإحسانُ إلى الأقارِبِ في الْمَقالِ والأفعالِ وبَذلِ الأموالِ. وقَد ورَدتِ الأحاديثُ الصِّحاحُ والحِسَانُ بذلك عَن رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، من طُرُقٍ عَديدةٍ، ووُجوهٍ كثيرةٍ) [2221] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (7/ 318). .

انظر أيضا: