الموسوعة العقدية

الْمَبحَثُ الرَّابِعُ والثَّلاثونَ: وُقوعُ التَّناكُرِ بينَ النَّاسِ

عَن حُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عَنه قال: ((سُئِلَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَنِ السَّاعةِ؟ فقال: عَلِمُها عِندَ رَبِّي، لا يُجَلِّيها لِوقْتِها إلَّا هو، ولَكِن أُخبِرُكم بمَشاريطِها وما يَكونُ بينَ يَدَيها، إنَّ بينَ يَدَيها فِتنةً وهرْجًا. قالوا: يا رَسولُ اللهِ! الفِتنةُ قَد عَرَفناها، فالهَرجُ ما هو؟ قال: بِلِسانِ الحَبشةِ القَتْلُ، ويُلقى بينَ النَّاسِ التَّناكُرُ، فلا يَكادُ أحَدٌ أن يَعرِفَ أحَدًا)) [2209] أخرجه أحمد (23306). صحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (23306)، وصحَّح إسنادَه على شرط مسلم الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (2771)، وقال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (7/312): رجاله رجال الصَّحيح. وقوله: (فالهرجُ ما هو؟ قال: بلسان الحبشة القتل). أخرجه البخاري (7065) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. .
إنَّه عِندَ كثرةِ الْمِحَنِ والفِتَنِ تَخِفُّ العَلاقةُ بينَ النَّاسِ حَتَّى تَصِلَ إلى القَطيعةِ وتَدابُرِ القُلوبِ، فلا يَتَعارَفُ النَّاسُ إلَّا لمَصالِحِهم الدُّنيَويَّةِ. وهذا الحَديثُ مِصداقٌ لواقِعِ النَّاسِ اليومَ [2210] يُنظر: ((نهاية العالم)) لمحمد العريفي (ص: 118). .
وقد ذكَرَ السَّخاويُّ من أشراطِ السَّاعةِ: (تَناكُرُ النَّاسُ، واختلافُ قُلوبِهم وأقوالِهم، والتَّظاهُرُ بالمُآخاةِ الْمُعَبَّرُ عَنه بإخوانِ العَلانيَّةِ أعداءِ السَّريرةِ ممَّا سَبَبُه رَغبةُ بَعضِهم إلى بَعضٍ ورَهبةُ بَعضِهم من بَعضٍ) [2211] يُنظر: ((القناعة فيما يحسن الإحاطة به من أشراط الساعة)) (ص: 97). .

انظر أيضا: