الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الثَّاني: تَعريفُ الوَلايةِ والوَليِّ اصطِلاحًا

قال ابنُ تَيميَّةَ: (الوَلايةُ: ضِدُّ العَداوةِ، وأصلُ الوَلايةِ: المَحَبَّةُ والقُرْبُ، وأصلُ العَداوةِ: البُغضُ والبُعدُ. وقد قيلَ: إنَّ الوَليَّ سُمِّي وليًّا مِن مُوالاتِه للطَّاعاتِ، أي: مُتابَعَتِه لها، والأوَّلُ أصَحُّ. والوَليُّ: القَريبُ، يُقالُ: هَذا يَلي هَذا، أي: يَقرُبُ منه) [1086] يُنظر: ((الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان)) (ص: 9). .
وقال أيضًا: (وَلايةُ اللهِ مُوافقَتُه بأن تُحِبَّ ما يُحِبُّ، وتُبغِضَ ما يُبغِضُ، وتَكرَهَ ما يَكرَهُ وتَسخَطَ ما يَسخَطُ، وتُواليَ مَن يُوالي، وتُعادِيَ مَن يُعادي) [1087] يُنظر: ((الاستقامة)) (2/128). .
وقال أيضًا: (الوَلايةُ هي الإيمانُ والتَّقوى المُتَضَمِّنةُ للتَّقَرُّبِ بالفرائِضِ والنَّوافِلِ) [1088] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (10/440). .
وقال أيضًا: (وَلِيُّ اللهِ مِن والاه بالموافَقةِ له في مَحبوباتِه ومَرضيَّاتِه، وتَقَرَّبَ إليه بما أمرَ به مِن طاعاتِه) [1089] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (11/62). .
وقال ابنُ القيِّمِ: (الوَلايةُ عِبارةٌ عَن مُوافَقةِ الوَليِّ الحَميدِ في مَحابِّه ومَساخِطِه) [1090] يُنظر: ((الجواب الكافي)) (ص: 194). .
وقال أيضًا: (وَلِيُّ اللهِ هو القَريبُ منه المُختَصُّ به) [1091] يُنظر: ((بدائع الفوائد)) (3/ 1014). .
وقال ابنُ حَجَرٍ: (المُرادُ بَوليِّ اللهِ العالِمُ باللهِ المواظِبُ على طاعَتِه، المُخلِصُ في عِبادَتِه) [1092] يُنظر: ((فتح الباري)) (11/ 342). .
وقال السُّيوطيُّ: (هو العارِفُ باللهِ تعالى حَسَبَ ما يُمكِنُ، المُواظِبُ على الطَّاعاتِ، المُجتَنِبُ للمَعاصي، المُعرِضُ عَن الِانهماكِ في اللَّذَّاتِ والشَّهَواتِ) [1093] يُنظر: ((إتمام الدراية)) (ص: 8). .
 وقال الصَّنعانيُّ: (اعلَمْ أنَّ اللهَ تعالى قد عَرَّفَنا بأوليائِه في كِتابِه العَزيزِ، فقال: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ثُمَّ فسَّرَهم تعالى بقَولِه: الَّذِينَ آمَنُوا... الآية، فإنَّها مُستَأنَفةٌ استِئنافًا بيانيًّا، كأنَّه قيلَ: مَن هم؟ فقال: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ... إذا عَرَفْتَ هَذا عَرَفْتَ أولياءَ الله، وأنَّ صِفاتِهم الخَوفُ مِنَ الله، والإقبالُ على ما يَرضاه، والإعراضُ عَن كُلِّ ما سِواه) [1094] يُنظر: ((الإنصاف في حقيقة الأولياء)) (ص: 44، 50). .
وقال الشَّوكانيُّ: (المُرادُ بأولياءِ اللهِ خُلَّصُ المُؤمِنينَ، كأنَّهم قَرُبوا مِنَ اللهِ سُبحانَه بطاعَتِه واجتِنابِ مَعصيتِه، وقد فسَّرَ سُبحانَه هؤلاء الأولياءَ بقَولِه: الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 63] ) [1095] يُنظر: ((تفسير الشوكاني)) (2/ 519). .

انظر أيضا: