الموسوعة العقدية

المَبْحَثُ الأوَّلُ: تعريفُ الآيةِ

الآيةُ هي العلامةُ الدَّالَّةُ على الشَّيءِ [924] يُنظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (14/61). .
وقد أطلق القُرآنُ الكريمُ اسمَ الآيةِ والبَيِّنةِ والبرهانِ على ما آتاه لأنبيائِه للدَّلالةِ على صِدْقِهم وصِدْقِ ما جاؤوا به من عندِ اللهِ تعالى [925] يُنظر: ((الرسل والرسالات)) لعمر الأشقر (ص: 121). .
قال ابنُ تَيمِيَّةَ: (الآياتُ التي هي دلائِلُ النُّبُوَّةِ وبراهينُها هي آياتٌ مِنَ اللهِ، وعلاماتٌ منه أنَّه أرسل الرَّسولَ.
وكما أنَّ الآياتِ التي هي كلامُه تتضَمَّن إخبارَه لعبادِه، وأمْرَه لهم؛ ففيها الإعلامُ والإلزامُ؛ فكذلك دلائِلُ النُّبُوَّةِ هي آياتٌ منه تتضَمَّنُ إخبارَه لعبادِه بأنَّ هذا رسولُه، وأمْرَه لهم بطاعتِه؛ ففيها الإعلامُ والإلزامُ) [926] يُنظر: ((النبوات)) (2/660). .
وقال أيضًا: (الآياتُ والبراهينُ الدَّالَّةُ على نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كثيرةٌ متنوِّعةٌ، وهي أكثَرُ وأعظَمُ من آياتِ غيرِه من الأنبياءِ، ويسَمِّيها من يسَمِّيها من النُّظَّار «مُعْجِزات»، وتسمَّى «دلائِلَ النُّبُوَّة» و«أعلامَ النُّبُوَّة».
وهذه الألفاظُ إذا سُمِّيَت بها آياتُ الأنبياءِ، كانت أدَلَّ على المقصودِ مِن لفظِ المُعْجِزاتِ؛ ولهذا لم يَكُنْ لفظُ «المُعْجِزات» موجودًا في الكِتابِ والسُّنَّةِ، وإنما فيه لفظُ «الآية» و«البيِّنة» و«البُرهان») [927] يُنظر: ((الجواب الصحيح)) (5/412). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (الآياتُ جمعُ آيةٍ، وهي العلامةُ الممَيِّزةُ للشَّيءِ عن غيرِه، واللهُ عَزَّ وجَلَّ بعث الرُّسُلَ بالآياتِ لا بالمُعْجِزاتِ؛ ولهذا كان التعبيرُ بالآياتِ أحسَنَ من التعبيرِ بالمُعْجِزاتِ.
أوَّلًا: لأنَّ الآياتِ هي التي يُعَبَّرُ بها في الكِتابِ والسُّنَّةِ.
ثانيًا: أنَّ المُعْجِزاتِ قد تقع من ساحرٍ ومُشَعوذٍ وما أشبه ذلك تُعجِزُ غَيرَه.
ثالثًا: أنَّ كَلِمةَ «آيات» أدَلُّ على المعنى المقصودِ مِن كَلِمةِ «مُعْجِزات»، فآياتُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ هي الدَّالَّةُ على اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وحينئذٍ تكونُ خاصَّةً به، ولولا أنَّها خاصَّةٌ ما صارت آيةً له) [928] يُنظر: ((شرح العقيدة الواسطية)) (1/124). .

انظر أيضا: