الموسوعة العقدية

المبحثُ الثامنُ: من قَواعِدِ الرَّدِّ على المُخالِفينَ: الامتناعُ عن مناظَرةِ أهلِ السَّفْسَطةِ

إذا وضَحَ الحقُّ وبان لم يَبْقَ للمُعارَضةِ والمجادَلةِ محلٌّ، فإذا جحَدَه الخَصمُ كان سوفسطائيًّا [217] قال الجُرجانيُّ: (السَّفْسَطةُ: قِياسٌ مُرَكَّبٌ مِنَ الوَهميَّاتِ، والغرَضُ منه تغليطُ الخَصْمِ وإسكاتُه) ((التعريفات)) (ص: 118). ؛ فلا ينبغي مُناظَرتُه بعد ذلك.
قال اللهُ تعالى: وَقُلِ الحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف: 29] .
وقال الله سُبحانَه: يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ ... [الأنفال: 6] .
وقال اللهُ عزَّ وجَلَّ: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 68] .
فكُلُّ من جادل في الحَقِّ بعد وُضوحِه وبَيانِه فقد غالطَ؛ شرعًا وعَقْلًا [218] يُنظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) لابن تَيميَّةَ (7/173)، ((القواعد الحسان)) للسعدي (ص: 130). .
ولهذا كان من الأسئلةِ ما ليس له جوابٌ غيرُ السُّكوتِ، كما جاء عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((يأتي الشَّيطانُ أحَدَكم فيقولُ: من خَلَق كذا؟ من خَلَق كذا؟ حتى يقولَ: من خَلَق ربَّك؟ فإذا بلَغَه فلْيستَعِذْ باللهِ ولْيَنتهِ )) [219] أخرجه البخاري (3276) واللَّفظُ له، ومسلم (134). .

انظر أيضا: