الموسوعة العقدية

المطلبُ السَّادِسَ عَشَرَ: إظلالُ المَلائِكةِ الشَّهيدَ بأجنِحَتِها

عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: جيء بأبي إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد مُثِّلَ به، ووُضِع بين يديه، فذهبت أكشِفُ عن وَجْهِه، فنهاني قومي، فسَمِعَ صوتَ نائحةٍ، فقيل: ابنةُ عَمرٍو -أو أختُ عَمرٍو-. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لمَ تبكي -أو لا تبكي- ما زالت المَلائِكةُ تُظِلُّه بأجنِحَتِها )) [4135] أخرجه البخاري (2816) واللَّفظُ له، ومسلم (2471). .
وقد ترجَمَ البُخاريُّ لهذا الحديثِ بقَولِه: (بابُ ظِلِّ المَلائِكةِ على الشَّهيدِ) [4136] رواه البخاري (2816). .
قال المهلبُ: (هذا من فَضلِ الشَّهادةِ؛ وَضعُ المَلائِكةِ أجنِحَتَها عليه رحمةً له) [4137] يُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (5/ 29). .
وقال أبو العَّباسِ القُرطبيُّ: (كونُ المَلائِكةِ تُظِلُّه بأجنِحَتِها إنما ذلك لاجتماعِهم عليه وتزاحُمِهم على مبادرةِ لقائِه والصُّعودِ برُوحِه الكريمةِ الطَّيِّبةِ، ولتُبَشِّرَه بما له عندَ اللهِ تعالى من الكرامةِ والدَّرَجةِ الرَّفيعةِ. واللهُ تعالى أعلَمُ) [4138] يُنظر: ((المفهم)) (6/ 388). .
وقال العيني: (إظلالُه بأجنِحَتِها لاجتماعِهم عليه وتزاحُمِهم على المبادرةِ بصُعودِ رُوحِه، رَضِيَ الله تعالى عنه، وتبشيرِه بما أعَدَّ اللهُ له من الكرامةِ، أو أنهم أظَلُّوه من الحَرِّ لئلَّا يتغَيَّرَ أو لأنَّه من السَّبعةِ الذين يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه) [4139] يُنظر: ((عمدة القاري)) (8/ 18). .

انظر أيضا: