الموسوعة العقدية

المطلبُ الحادي عَشَرَ: تبليغُ المَلائِكةِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد موتِه السَّلامَ مِن أُمَّتِه

عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ لله مَلائِكةً سيَّاحين في الأرضِ يُبَلِّغوني من أمَّتي السَّلامَ )) [4102] أخرجه النسائي (1282) واللفظ له، وأحمد (3666). صَحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (914)، وابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (9/311)، والألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (1282)، والوادعي على شرط مسلم في ((الصحيح المسند)) (885). .
قال المظهري: (يعني: إنَّ اللهَ تعالى أرسل مَلائِكةً على وَجهِ الأرضِ؛ حتى يخبروني عمَّن صَلَّى أو سَلَّم عَلَيَّ) [4103] يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (2/ 163). .
وقال علي القاري: ( ((إنَّ لله مَلائِكةً)) أي: جماعةً منهم ((سيَّاحين في الأرض)) أي: سَيَّارين بكثرةٍ في ساحةِ الأرضِ... ((يُبَلِّغوني))... أي: يُوصِلون ((من أمَّتي السَّلامَ)) إذا سلَّموا عليَّ قليلًا أو كثيرًا... وفيه... إيماءٌ إلى قَبولِ السَّلامِ؛ حيث قَبِلَتْه المَلائِكةُ وحمَلَتْه إليه عليه السَّلامُ) [4104] يُنظر: ((مرقاة المفاتيح)) (2/ 743). .
 وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تجعَلوا بُيوتَكم قُبورًا، ولا تجعَلوا قبري عيدًا، وصَلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صَلاتَكم تَبلُغُني حيثُ كُنتُم )) [4105] أخرجه أبو داود (2042) واللَّفظُ له، وأحمد (8804). صَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2042)، وصَحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (2042)، وحَسَّنه ابن تيمية في ((الإخنائية)) (265)، ومحمد ابن عبد الهادي في ((الصارم المنكي)) (207)، وابن حجر في ((الفتوحات الربانية)) (3/314). .
قال ابنُ القَيِّمِ في الفوائِدِ والثَّمَراتِ الحاصِلةِ بالصَّلاةِ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (الخامِسةُ والثلاثون: أنَّها سَبَبٌ لعَرضِ اسمِ المصَلِّي عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذِكْرِه عِندَه، كما تقدَّم قَولُه ((إنَّ صلاتَكم معروضةٌ عَلَيَّ))، وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللهَ وكَّل بقبري مَلائِكةً يُبَلِّغوني عن أمَّتي السَّلامَ)) وكفى بالعبدِ نُبلًا أن يُذكَرَ اسمُه بالخيرِ بين يَدَيْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم!) [4106] يُنظر: ((جلاء الأفهام)) (ص: 453). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (قَولُه: ((فإنَّ صَلاتَكم تَبلُغُني حيث كُنتُم))... كيف تَبلُغُه الصَّلاةُ عليه؟
الجوابُ: نقول: إذا جاء مِثلُ هذا النَّصِّ، وهو من أمورِ الغَيبِ؛ فالواجِبُ أن يُقالَ: الكيفُ مجهولٌ لا نعلَمُ بأيِّ وَسيلةٍ تَبلُغُه، لكِنْ ورد عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنَّ للهِ مَلائِكةً سَيَّاحين في الأرضِ يُبَلِّغوني من أمَّتي السَّلامَ )) فإن صَحَّ فهذه هي الكيفيَّةُ) [4107] يُنظر: ((القول المفيد)) (1/ 448). .

انظر أيضا: