الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الثَّاني: أجنِحةُ المَلائِكةِ

قال اللهُ تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [فاطر: 1]
قال ابنُ جريرٍ: (أصحابُ أجنِحَةٍ: يعني مَلائِكةً؛ فمنهم من له اثنانِ مِن الأجنحةِ، ومنهم من له ثلاثةُ أجنِحَةٍ، ومنهم من له أربَعةٌ) [3786] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/ 326). .
وقال النَّحَّاسُ: (قَولُه تعالى: أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ أي: أصحابَ أجنِحَةٍ اثنينِ اثنينِ، وثلاثةٍ ثلاثةٍ، وأربعٍة أربعةٍ في كلِّ جانبٍ) [3787] يُنظر: ((معاني القرآن)) (5/ 435). .
وقال ابنُ كثيرٍ: (قَولُه: جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أي: بينه وبين أنبيائِه، أُولِي أَجْنِحَةٍ أي: يطيرون بها ليُبَلِّغوا ما أُمِروا به سريعًا مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ أي: منهم من له جناحانِ، ومنهم من له ثلاثةٌ، ومنهم من له أربعةٌ، ومنهم من له أكثَرُ من ذلك) [3788] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (6/ 532). .
وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رأى جِبريلَ له سِتُّمائةِ جَناحٍ [3789] أخرجه البخاري (4857)، ومسلم (174) واللَّفظُ له.  .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا قضى اللهُ الأمرَ في السَّماءِ ضَرَبت المَلائِكةُ بأجنِحَتِها خُضعانًا لقَولِه، كالسِّلسلةِ على صفوانٍ يَنفُذُهم ذلك، فإذا فُزِّع عن قُلوبِهم قالوا: ماذا قال رَبُّكم؟ قالوا للذي قال: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكبيرُ )) [3790] أخرجه البخاري (4701) مطولًا. .
وعن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: جيء بأبي إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد مُثِّلَ به، ووُضِع بين يديه، فذهبت أكشِفُ عن وَجْهِه، فنهاني قومي، فسَمِعَ صوتَ نائحةٍ، فقيل: ابنةُ عَمرٍو -أو أختُ عَمرٍو-. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لمَ تبكي -أو لا تبكي- ما زالت المَلائِكةُ تُظِلُّه بأجنِحَتِها )) [3791] أخرجه البخاري (2816) واللَّفظُ له، ومسلم (2471). .

انظر أيضا: