الموسوعة العقدية

 المطلبُ السادسُ: هاروتُ وماروتُ

وهما -على أحَدِ الأقوالِ- مَلَكانِ أُنزِلا إلى الأرضِ فِتنةً وابتلاءً مِنَ اللهِ لعِبادِه.
قال ابنُ جريرٍ: (بَيِّنٌّ أنَّ معنى: ما التي في قَولِه: وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَينِ بمعنى الذي، وأنَّ هاروتَ وماروتَ مُترجَمٌ بهما عن المَلَكينِ) [3758] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (2/ 339). .
وقال ابنُ كثيرٍ: (من المَلائِكةِ المنصوصِ على أسمائِهم في القُرآنِ: هاروتُ، وماروتُ، في قَولِ جماعةٍ كَثيرةٍ مِنَ السَّلَفِ. وقد ورَد في قِصَّتِهما وما كان من أمْرِهما آثارٌ كَثيرةٌ غالِبُها إسرائيليَّاتٌ) [3759] يُنظر: ((البداية والنهاية)) (1/ 109). . وهو اختيارُ ابنِ حَجَرٍ [3760] يُنظر: ((العجاب في بيان الأسباب)) (1/314-343)، ((فتح الباري)) (10/ 224). .
وقال المعَلِّمي اليمانيُّ: (هَارُوتَ وَمَارُوتَ مَلكَان أذِنَ اللهُ تبارك وتعالى لهما في تعليمِ السِّحرِ بعد أن يقولا: إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ) [3761] يُنظر: ((آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني)) (2/ 370). .
وقال ابنُ باز: (الأظهَرُ: أنَّهما مَلَكانِ نَزَلا ابتلاءً وامتِحانًا، كما قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَالآية) [3762] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (8/ 115). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (هَارُوتَ وَمَارُوتَ عَطفُ بَيانٍ على الْمَلَكَينِ لِبَيانِ اسمِهما) [3763] يُنظر: ((تفسير العثيمين - الفاتحة والبقرة)) (1/ 329). .
وقال أيضًا: (هذه الآيةُ امتحن اللهُ سُبحانَه وتعالى عبادَه، وهو سُبحانَه وتعالى يفعَلُ ما يشاءُ، أنزل مَلَكينِ من المَلائِكةِ بمكانٍ يقالُ له: بابِلُ، وهو معروفٌ في العِراقِ، والمَلَكانِ اسمُ أَحَدِهما: هاروتُ، والثَّاني: ماروتُ) [3764] يُنظر: ((لقاء الباب المفتوح)) (رقم اللقاء: 106). .
وعلى القول الآخر أنهما من الشياطين.
وقال ابن عاشور: (الوجه أن قوله: وما أنزل عطف على ملك سليمان فهو معمول لتتلوا الذي هو بمعنى تكذب فيكون المراد عدم صحة هذا الخبر أي ما تكذبه الشياطين على ما أنزل على الملكين ببابل، أي ينسبون بعض السحر إلى ما أنزل ببابل. قال الفخر وهو اختيار أبي مسلم وأنكر أبو مسلم أن يكون السحر نازلا على الملكين إذ لا يجوز أمر الله به وكيف يتولى الملائكة تعليمه مع أنه كفر أو فسق.
وقيل: (ما) نافية معطوفة على (ما كفر سليمان) أي وما كفر سليمان بوضع السحر كما يزعم الذين وضعوه، ولا أنزل السحر على الملكين ببابل) [3766] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (1/ 639). .

انظر أيضا: