الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الرَّابِعُ والعِشرون: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسْمِ اللهِ: المُؤمِنِ

إنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى هو المؤمِنُ الموحِّدُ لنَفْسِه، وقد أخبر عن وحدانيَّةِ نَفْسِه في قَولِه تعالى: شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران: 18] .
فاللهُ صَدَّق نَفْسَه بهذا، وتصديقُه عِلْمُه بأنَّه صادِقٌ، وهذا التصديقُ إيمانٌ.
وهو سُبحانَه صَدَّق أنبياءَه بإظهارِ الآياتِ الباهِرةِ على أيديهم.
وهو تعالى يَصْدُقُ عِبادَه ما وعَدَهم به من النَّصرِ في الدُّنيا والتمكينِ في الأرضِ، ومن الثَّوابِ في الآخِرةِ، ويَصدُقُ الكُفَّارَ ما أوعدهم من العِقابِ والخِذْلانِ في الدُّنيا والآخِرةِ.
قال اللهُ تعالى: وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ [النور: 55] .
وقال اللهُ سُبحانَه: وَنَادَى أَصْحَابُ الجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ [الأعراف: 44] .
وقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [الزمر: 74] .
ويأمَنُ عذابَه من لا يستَحِقُّه، ويَهَبُ الأمنَ لعبادِه المؤمنين يومَ القيامةِ؛ قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [الأنعام: 82] .
وأمَّا المؤمِنُ فقد وجب عليه أن يأمَنَ المؤمِنون شَرَّه وغوائِلَه؛ فعن فَضالةَ بنِ عبيدٍ قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حُجَّة الوداعِ: ((ألا أخبِرُكم بالمؤمِنِ؟ مَن أَمِنَه النَّاسُ على أموالِهم وأنفُسِهم... )) [3574] أخرجه مُطَوَّلًا ابن ماجه (3934)، وأحمد (23958) واللَّفْظُ له صَحَّحه ابن حبان (4862)، وابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (28/266)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (3934)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (23958). .

انظر أيضا: