- السمع التشكيل
صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عزَّوجلَّ بالكتاب والسنة، و(السميع) من أسمائه تعالى.
· الدليل من الكتاب:
1- قولـه تعالى: إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى [طه: 46 ].
2- وقولـه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى: 11].
3- وقولـه: قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ [المجادلة: 1].
· الدليل من السنة:
1- حديث عائشة رضي الله عنها في قصة المجادلة وقولـها: ((الحمد لله الذي وسع سمعُه الأصوات)) رواه البخاري تعليقاً (13/372)، والنسائي، وابن ماجه، وأحمد، وأوصله الحافظ ابن حجر في ((تغليق التعليق)) (5/339) وصححه، وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)) (3460)، والوادعي في ((الصحيح المسند)) (1583). .
2- حديث عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد؟ فقال: ((لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة... (وفي الحديث: ) فناداني مَلَكُ الجبال، فَسَلَّمَ عليَّ، ثم قال: يا محمد!إن الله قد سمع قول قومك، وأنا ملك الجبال...)) رواه البخاري (3231)، ومسلم (1795). .
فأهل السنة والجماعة يقولون: إن الله سميع بسمع يليق بجلاله وعظمته، كما أنه بصير ببصر، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.
قال أبو الحسن الأشعري: (وأجمعوا على أنه عزَّ وجلَّ يسمع ويرى) ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص 225). .
قال الحافظ ابن القيم: (وهو سميعٌ بصيرٌ، له السَّمْعُ والبصر، يسمع ويبصر وليس كمثله شيءٌ في سمعه وبصره) ((الصواعق المرسلة)) (3 /1020). .
وقال الحافظ ابن كثير: (فإذا نطق الكتاب العزيز، ووردت الأخبار الصحيحة، بإثبات السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة والعظمة والمشيئة والإرادة والقول والكلام والرضا والسخط والحب والبغض والفرح والضحك؛ وجب اعتقاد حقيقته؛ من غير تشبيهٍ بشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، والانتهاء إلى ما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ ولا زيادة عليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف، ولا تبديل، ولا تغيير، وإزالة لفظ عما تعرفه العرب وتصرفه عليه، والإمساك عما سوى ذلك) ((العقائد)). انظر: ((علاقة الإثبات والتفويض)) (ص 51) لرضا نعسان معطي. .
وقال الهرَّاس: (أمَّا السَّمْعُ فقد عبَّرت عنه الآيات بكل صيغ الاشتقاق، وهي: سَمِعَ، ويَسْمَعُ، وسَمِيعٌ، وأسْمَعُ، فهو صفة حقيقية لله، يدرك بها الأصوات) ((شرح الواسطية)) (ص120). .