الفصل الرابع عشر: الصراط
يؤمن أهل السنة والجماعة بالصراط وهو جسر منصوب على متن جهنم يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم.
قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: (والصراط منصوب على متن جهنم – وهو الجسر الذي بين الجنة والنار – يمر الناس عليه على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق الخاطف... ومنهم من يخطف فيلقى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط دخل الجنة) ((الواسطية)) ((مجموع الفتاوى)) (3/146). .......... قال الإمامان الرازيان – رحمهما الله -: (أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقاً وشاماً ويمناً فكان من مذهبهم... والصراط حق) ((الواسطية)) ((مجموع الفتاوى)) (3/199). .
وقال الإمام أبو الحسن الأشعري - رحمه الله -: (وأجمعوا على أن الصراط جسر ممدود على جهنم يجوز عليه العباد بقدر أعمالهم، وأنهم يتفاوتون في السرعة والإبطاء على قدر ذلك) ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص: 286). .
وقال الإمام ابن بطة العكبري - رحمه الله -: (ونحن الآن ذاكرون شرح السنة... مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة – (فذكر جملة من معتقد أهل السنة) ثم قال -: ثم الإيمان بالبعث والصراط وشعار المؤمنين يومئذ سلم سلم) ((الشرح والإبانة)) (ص: 201). .
وانظر ما قاله الإمام سفيان بن عيينة ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (1/175). ، والبربهاري في (شرح السنة) (ص: 74). ، وابن شاهين في (شرح مذاهب أهل السنة) (ص: 320). ، وابن أبي زيد القيرواني في (القيروانية) (ص: 58). ، وابن حزم في (المحلى) (1/15). .
ذكر مستند الإجماع على الصراط: قال تعالى: وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم: 71-72].
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم، قلنا: يا رسول الله وما الجسر؟ قال: مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء تكون بنجد يقال لها السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب فناج مخدوش ومكدوس في نار جهنم)). رواه البخاري (7439) واللفظ له، ومسلم (183). المسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الإجماع لمجموعة مؤلفين - بتصرف– ص: 880