موسوعة الأخلاق

أولًا: الحِكْمَة في القرآن الكريم


- قال تعالى: ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النَّحل: 125]
ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ أي: بالمقالة المحْكَمة الصَّحيحة. وهو الدَّليل الموضِّح للحقِّ، المزيح للشُّبهة) [1142] ((محاسن التأويل)) للقاسمي (6/422).
- وقال تعالى: يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [البقرة: 269]
(أي: أنَّه تعالى يُعطي الحِكْمَة والعلم النَّافع المصرِّف للإرادة، لمن يشاء من عباده، فيميِّز به الحقائق من الأوهام، ويسهل عليه التَّفرقة بين الوسواس والإلهام، وآلة الحِكْمَة، العقل المستقل بالحكم في إدراك الأشياء بأدلتها، على حقيقتها، ومن أُوتي ذلك عرف الفرق بين وعد الرَّحمن ووعد الشَّيطان، وعضَّ على الأوَّل بالنَّواجذ، وطرح الثَّاني وراءه ظهريًّا، وفهم الأمور) [1143] ((تفسير المراغي)) (3/41-42).
 وقال السعدي: (إنَّ من آتاه الله الحِكْمَة فقد آتاه خيرًا كثيرًا، وأيُّ خير أعظم من خير فيه سعادة الدَّارين، والنَّجاة من شقاوتهما! وفيه التَّخصيص بهذا الفضل، وكونه من ورثة الأنبياء، فكمال العبد متوقِّف على الحِكْمَة، إذ كماله بتكميل قوَّتيه العلميَّة والعمليَّة، فتكميل قوَّته العلميَّة: بمعرفة الحقِّ، ومعرفة المقصود به، وتكميل قوَّته العمليَّة: بالعمل بالخير وترك الشَّر، وبذلك يتمكن من الإصابة بالقول والعمل، وتنزيل الأمور منازلها في نفسه وفي غيره، وبدون ذلك لا يمكنه ذلك) [1144] ((تفسير السعدي)) (ص 115).
- قال تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ [لقمان: 12]
(يخبر تعالى عن امتنانه على عبده الفاضل لُقْمان، بالحِكْمَة، وهي العلم بالحقِّ على وجهه وحِكْمَته، فهي العلم بالأحكام، ومعرفة ما فيها من الأسرار والإحكام، فقد يكون الإنسان عالـمًا، ولا يكون حكيمًا) [1145] ((تفسير السعدي)) (ص 648).

انظر أيضا: