يا جاعلًا سنن النَّبيِّ | | شعاره ودثاره |
متمسِّكًا بحديثه | | متتبِّعًا أخباره |
سنن الشَّريعة خذ بها | | متوسِّمًا آثاره |
وكذا الطَّريقة فاقتبس | | في سبلها أنواره |
قد كان يقري ضيفه | | كرمًا ويحفظ جاره |
ويجالس المسكين يؤ | | ثر قربه وجواره |
الفقر كان رداءه | | والجوع كان شعاره |
يلقى بغرَّة ضاحك | | مـــــســــــتـــــــبـــــــشــــــــــــرًا زوَّاره |
بسط الرِّداء كرامةً | | لكريم قوم زاره |
ما كان مختالًا ولا | | مرحًا يجرُّ إزاره |
قد كان يركب بالرَّديـ | | ـف مِن الخضوع حماره |
مِن مِهْنَة هو أو صلا | | ةٍ ليله ونهاره |
فتراه يحلب شاة مَنْـ | | ـزِلِه ويوقد ناره |
ما زال كهف مهاجريـ | | ـه ومكرمًا أنصاره |
برًّا بمحسنهم مقيـ | | ـلًا للمسيء عثاره |
يهب الذي تحوي يدا | | ه لطالبٍ إيثاره |
زكَّى عن الدُّنْيا الدنـ | | ـيَّة ربُّه مقداره |
جعل الإله صلاته | | أبدًا عليه نثاره |
فاختر مِن الأخلاق ما | | كان الرَّسول اختاره |
لتعد سنيًّا وتو | | شك أن تبوَّأ داره [820] ((نهاية الأرب في فنون الأدب)) للنُّويري (18/176). |