فدعْ عنك المراءَ ولا تردِه | | لقلةِ خيرِ أسبابِ المراءِ |
وأيقِنْ أنَّ مَن مارى أخاه | | تعرَّضَ من أخيه للِّحاءِ [5028] اللحاء: من الملاحاة وهي: المشاتمة، والملاومة والمباغضة، ثم كثر ذلك حتى جعلت كل ممانعة ومدافعة ملاحاة؛ انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/242). |
ولا تبغِ الخلافَ فإنَّ فيه | | تفرُّقَ بَيْنِ ذاتِ الأصفياءِ |
وإن أيقنتَ أنَّ الغيَّ فيما | | دعاك إليه إخوانُ الصفاءِ |
فجاملْهم بحسنِ القولِ فيما | | أردتَ وقد عزمتَ على الإباءِ [5029] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي)) لأحمد قبش (ص450). |
نصحتُك فيما قلتَه وذكرتَه | | وذلك حقٌّ في المودةِ واجبُ |
لا تركننَّ إلى المراءِ فإنَّه | | إلى الشرِّ دعَّاء وللغيِّ جالبُ |
كنَّا أناسًا على دينٍ ففرَّقنا | | طولُ الجدالِ وخلطُ الجدِّ باللعبِ |
ما كان أغنى رجالًا ضلَّ سعيهم | | عن الجدالِ وأغناهم [5030] مِن استغنى عن الشيء فلم يلتفت إليه. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (15/136) عن الخطبِ [5031] ((البيان والتبيين)) للجاحظ (1/58). |
لذوي الجدالِ إذا غَدَوا لجدالِهم | | حججٌ تضلُّ عن الهدى وتجورُ [5032] الجور: الميل عن القصد ((لسان العرب)) لابن منظور (4/ 153). |
وُهُنٌ [5033] وُهُنٌ، جمع واهنة، أي: ضعيفة. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (13/453). كآنيةِ الزجاجِ تصادمتْ | | فهوت، وكلُّ كاسرٍ مكسورُ |
فالقاتلُ المقتولُ ثَمَّ لضعفِه | | ولوَهيه [5034] لوهيه: لحمقه وَضعفه. انظر: ((المعجم الوسيط)) (2/1061). ، والآسرُ المأسورُ [5035] ((زهر الآداب)) للقيرواني (4/922). |
فإيَّاك إيَّاك المراءَ فإنَّه | | سببٌ لكلِّ تنافرٍ وتشاوسِ [5036] التشاوس: المعاداة، يقال تَشاوَس الْقَوْم: أي: تعادوا ((المخصص)) لابن سيده (4/85). |
وافعلْ جميلًا لا يضيعُ صنيعُه | | واسمحْ بقوتِك للضعيفِ البائسِ |
لا تفخرنَّ وإن فعلتَ فبالتُّقى | | ناضلْ وفي بذلِ المكارمِ نافسِ [5037] ((مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي)) لأحمد قبش (ص450). |
لا تُفنِ عمرك في الجدالِ مخاصمًا | | إنَّ الجدالَ يخلُّ بالأديانِ |
واحذرْ مجادلةَ الرجالِ فإنها | | تدعو إلى الشحناءِ والشنآنِ [5038] الشنآن: البغض ((لسان العرب)) لابن منظور (1/ 101). |
وإذا اضطررتَ إلى الجدالِ ولم تجِدْ | | لك مهربًا وتلاقت الصفَّانِ |
فاجعلْ كتابَ الله درعًا سابغًا [5039] الدرع السابغة: التي تجرها في الأرض أو على كعبيك طولًا وسعة. ((لسان العرب)) لابن منظور (8/433). | | والشرعَ سيفَك وابدُ في الميدانِ |
والسنة البيضاء دونك جُنَّة [5040] الجنة: الدرع، وكل ما وقاك جنة. ((لسان العرب)) لابن منظور (13/ 94). | | واركب جواد العزم في الجولانِ |
واثبتْ بصبرِك تحت ألويةِ الهدَى | | فالصبرُ أوثقُ عُدَّة الإنسانِ |
واطعنْ برمحِ الحقِّ كلَّ معاندٍ | | لله درُّ الفارسِ الطعَّانِ |
واحملْ بسيفِ الصدقِ حملة مخلصٍ | | متجرِّد لله غير جبانِ |
وإذا غلبت الخصمَ لا تهزأْ به | | فالعجبُ يخمدُ جمرة الإنسانِ [5041] ((نونية القحطاني)) لمحمد بن صالح الأندلسي (ص 44). |
وإيَّاك من حُلو المزاح ومُرِّه | | ومن أن يراك الناس فيه مماريا |
وإنَّ مراءَ المرءِ يخلقُ وجهَه | | وإنَّ مزاحَ المرءِ يبدي التشانيا [5042] التشاني: من الشنآن وهو البغض ((لسان العرب)) لابن منظور (1/101). |
دعاه مزاحٌ أو مراءٌ إلى التي | | بها صار مقليَّ [5043] (مقلي) اسم مفعول و(قاليا) اسم فاعل من الفعل: قلاه: بمعنى أبغضه، وكرهه غاية الكراهة فتركه ((القاموس المحيط)) الفيروزآبادي (ص 1326). الإخاءِ وقاليا [5044] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 79). |
أبُنيَّ لا تكُ ما حييتَ مماريًا | | ودَعِ السفاهةَ إنها لا تنفعُ |
لا تحملنَّ ضغينةً [5045] الضغينة: الحقد والعداوة والبغضاء. ((لسان العرب)) لابن منظور (13/255). لقرابةٍ | | إنَّ الضغينةَ للقرابةِ تقطعُ |
لا تحسبنَّ الحلمَ منك مذلةً | | إنَّ الحليمَ هو الأعزُّ الأمنعُ [5046] ((روضة العقلاء)) لابن حبان البستي (ص 79). |