موسوعة الأخلاق

أقوال السَّلف والعلماء في الوَقَار


- قال ذو النُّون: (ثلاثةٌ من أعلام الوَقَار: تعظيم الكبير، والتَّرحُّم على الصَّغير، والتَّحلُّم على الوضيع) [4151] ((شعب الإيمان)) للبيهقي (13/360).
- عن عمران بن مسلم أنَّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قال: (تعلَّموا العلم، وعلِّموه النَّاس، وتعلَّموا له الوَقَار والسَّكينة، وتواضعوا لمن يعلِّمكم عند العلم، وتواضعوا لمن تعلِّموه العلم، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم) [4152] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (2/287) (1789)، قال البيهقي في ((المدخل إلى السُّنن الكبرى)) (2/153): هذا هو الصَّحيح عن عمر من قوله [ورُوي] مرفوعًا، وهو ضعيف.
قال ابن مفلح: (وفي التَّفسير: وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ [الأعراف: 26] قالوا: الحياء. وقالوا: الوَقَار من الله، فمن رزقه الله الوَقَار، فقد وَسَمَه بسِيما الخير. وقالوا: من تكلَّم بالحكمة لاحظته العيون بالوَقَار) [4153] ((الآداب الشَّرعية)) (2/327).
- قام جرير بن عبد الله رضي الله عنه، يوم مات المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، فحَمِد الله وأثنى عليه، وقال: (عليكم باتِّقاء الله وحده لا شريك له، والوَقَار والسَّكينة حتى يأتيكم أمير، فإنَّما يأتيكم الآن. ثمَّ قال: استعفوا لأميركم؛ فإنَّه كان يحبُّ العفو) [4154] رواه البخاري (58)، ومسلم (56).
- قال أبو حاتم: (الواجب على العاقل أن يكون ناطقًا كعَييٍّ، وعالـمًا كجاهل، وساكتًا كناطق؛ لأنَّ الكلام لا بدَّ له من الجواب، والجواب لو جُعل له جواب، لم يكن للقول نهاية، وخرج المرء إلى ما ليس له غاية، والمتكلِّم لا يسلم من أن يُنسب إليه الصَّلف والتَّكلُّف، والصَّامت لا يليق به إلَّا الوَقَار وحُسْن الصَّمت، ولقد أحسن الذي يقول:


حتف امرئ لسانه





في جِدِّه أو لعبه



بين اللَّها مقتله





ركب في مركبه [4155] ((روضة العقلاء)) (ص 44).


- وقال ابن مفلح: (قال ابن عقيلٍ -أيضًا- في ((الفنون)): لما رأينا الشَّريعة تنهى عن تحريكات الطِّباع بالرُّعونات، وكَسَرت الطُّبول والمعازف، ونهت عن النَّدب والنِّياحة، والمدح، وجرِّ الخُيَلاء، فعلمنا أنَّ الشَّرع يريد الوَقَار دون الخلاعة) [4156] ((الآداب الشَّرعية)) (2/433).
- وقال الغزالي: (آداب العالم: الاحتمال، ولزوم الحِلْم، والجلوس بالهيبة على سَمْت الوَقَار مع إطراق الرَّأس، وترك التَّكبُّر على جميع العباد، إلَّا على الظَّلمة زجرًا لهم عن الظُّلم، وإيثارًا للتَّواضع في المحافل والمجالس، وترك الهَزْل والدُّعابة، والرِّفق بالمتعلِّم، والتَّأنِّي بالمتعجرف، وإصلاح البليد بحُسْن الإرشاد، وترك الحَرْد عليه، ومؤاخذة نفسه -أولًا- بالتَّقوى ليَقتدي المتعلِّم -أولًا- بأعماله، ويستفيد -ثانيًا- من أقواله) [4157] ((بداية الهداية)) (1/21).
وقال أيضًا: (الوَقَار وَسَط بين الكِبْر والتَّواضع) [4158] ((ميزان العمل)) للغزالي (ص 277). بتصرف.

انظر أيضا: