موسوعة التفسير

سورةُ المُلْكِ
مقدمة السورة

أسماء السورة   :

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بعِدَّةِ أسماءٍ؛ منها:
1- سُورةُ المُلْكِ [1] سُمِّيَتْ هذه السُّورةُ بذلك؛ لِمُفتَتَحِها به في قَولِه تعالى: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/473). قال ابن عاشور: (الشَّائِعُ في كُتُبِ السُّنَّةِ وكُتُبِ التَّفسيرِ وفي أكثرِ المصاحفِ تَسْميةُ هذه السُّورةِ «سورةَ المُلْكِ»). ((تفسير ابن عاشور)) (29/ 6). : فعن ابنِ مسعودٍ رضيَ الله عنه، قال: (يُؤتَى الرَّجُلُ في قبرِه فتُؤتَى رِجْلاه فتقولُ رِجْلاه: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ؛ كان يقومُ يقرأُ بي سورةَ المُلْكِ...) [2] أخرجه الطَّبَرانيُّ (9/141) (8651)، والحاكمُ (3839) واللَّفظُ له، وأبو نُعَيمٍ في ((حلية الأولياء)) (7/248). صحَّح إسنادَه الحاكمُ، وحسَّن الأثرَ الألبانيُّ في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1475)، وحسَّن سندَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (13/354)، وفي تحقيق ((صحيح ابن حبان)) (3/68). قال شعيبٌ الأرناؤوط: (مِثلُ هذا لا يُقالُ مِن قِبَلِ الرَّأيِ، فيَكونُ له حُكمُ الرَّفعِ). تحقيق ((صحيح ابن حبان)) (3/68). .
2- سُورةُ تَبَارَكَ: فعن ابنِ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((سورةُ تَبَارَكَ هي المانِعةُ مِن عذابِ القَبْرِ)) [3] أخرجه أبو الشَّيخِ في ((طبقات المحَدِّثين)) (4/11)، والشَّجَريُّ، كما في ((ترتيب الأمالي)) (569). صحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح الجامع)) (3643)، وحسَّن سندَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (3/68). .
3- سُورةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [4] قال ابن عاشور: (فهذا تسميةٌ للسُّورةِ بأوَّلِ جُمْلةٍ وَقَعتْ فيها، فتكونُ تَسْميةً بجُملةٍ). ((تفسير ابن عاشور)) (29/5). وسُمِّيَتِ السُّورةُ بغيرِ ذلك. يُنظر: ((جمال القراء وكمال الإقراء)) لأبي الحسن السخاوي (ص: 92)، ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/ 473)، ((الإتقان في علوم القرآن)) للسيوطي (1/196)، ((تفسير ابن عاشور)) (29/6). : فعن أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ سورةً مِن القُرآنِ ثلاثونَ آيةً، شفعتْ لرجُلٍ حتَّى غُفِر له، وهي سورةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) [5] أخرجه أبو داودَ (1400)، والترمذيُّ (2891)، وأحمدُ (7975). قال الترمذي: (حسَنٌ)، وحسَّنه لغيرِه الألبانيُّ في ((صحيح الترغيب)) (1474)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تحقيق ((مسند أحمد)) (13/ 353). .

فضائل السورة وخصائصها:

عن ابنِ مسعودٍ رضيَ الله عنه، قال: (يُؤْتَى الرَّجُلُ في قبرِه، فتُؤتى رِجْلاه فتقولُ رِجْلاه: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ؛ كان يقومُ يقرأُ بي سورةَ المُلكِ، ثمَّ يُؤتَى مِن قِبَلِ صدرِه أو قال بَطنِه، فيقولُ: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ؛ كان يقرأُ بي سورةَ الملكِ، ثمَّ يؤتَى رأسُه فيقولُ: ليس لكم على ما قِبَلي سبيلٌ؛ كان يقرأُ بي سورةَ الملكِ، قال: فهي المانِعةُ؛ تمنعُ مِن عذابِ القبرِ، وهي في التَّوراةِ سورةُ الملكِ، ومَن قرأها في ليلةٍ فقد أكثَرَ وأطنَبَ) [6] أخرجه الطَّبَرانيُّ (9/141) (8651)، والحاكمُ (3839) واللَّفظُ له، وأبو نُعَيمٍ في ((حلية الأولياء)) (7/248). صحَّح إسنادَه الحاكمُ، وحسَّن الأثرَ الألبانيُّ في ((صحيح الترغيب والترهيب)) (1475)، وحسَّن سندَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (13/354)، وفي تحقيق ((صحيح ابن حبان)) (3/68). قال شعيبٌ الأرناؤوط: (مِثلُ هذا لا يُقالُ مِن قِبَلِ الرَّأيِ، فيَكونُ له حُكمُ الرَّفعِ). تحقيق ((صحيح ابن حبان)) (3/68). .
وعن ابنِ مَسعودٍ رضيَ اللهُ عنه، قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((سورةُ تَبَارَكَ هي المانِعةُ مِن عذابِ القَبرِ)) [7] أخرجه أبو الشَّيخِ في ((طبقات المحَدِّثين)) (4/11)، والشَّجَريُّ، كما في ((ترتيب الأمالي)) (569). صحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح الجامع)) (3643)، وحسَّن سندَه شعيبٌ الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (3/68). .
وعن أبي هُرَيرةَ رضيَ الله عنه، عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((إنَّ سورةً مِن القُرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعتْ لِرَجُلٍ حتَّى غُفِر له، وهي سورةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)) [8]  أخرجه أبو داودَ (1400)، والترمذيُّ (2891)، وأحمدُ (7975). قال الترمذي: (حسَنٌ)، وحسَّنه لغيرِه الألبانيُّ في ((صحيح الترغيب)) (1474)، وشعيبٌ الأرناؤوط في تحقيق ((مسند أحمد)) (13/ 353). .

بيان المكي والمدني:

سورةُ المُلْكِ مَكِّيَّةٌ [9] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (23/118)، ((التحصيل)) للمهدوي (6/448)، ((الوسيط)) للواحدي (4/325)، ((تفسير الزمخشري)) (4/574). ، ونَقَل الإجماعَ على ذلك غيرُ واحدٍ مِنَ المفَسِّرينَ [10] ممَّن نقل الإجماعَ على ذلك: الماوَرْديُّ، وابنُ عطية، وابنُ الجوزي، والقرطبيُّ. يُنظر: ((تفسير الماوردي)) (6/49)، ((تفسير ابن عطية)) (5/310)، ((تفسير ابن الجوزي)) (4/313)، ((تفسير القرطبي)) (18/205). .

مقاصد السورة:

مِن أهمِّ مَقاصِدِ السُّورةِ:
بيانُ عَظيمِ قُدرةِ اللهِ تعالى، وكَمالِ مُلْكِه الدَّالِّ على وَحدانيَّتِه [11] يُنظر: ((مصاعد النظر)) للبِقاعي (3/103)، ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (15/6). .

موضوعات السورة:

مِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ:
1- التَّعريفُ بعَظَمةِ اللهِ تعالى، وانفِرادِه بالمُلْكِ، وقُدرتِه على كُلِّ شَيءٍ.
2- بيانُ الحِكمةِ مِن خَلْقِ الموتِ والحياةِ.
3- ذِكرُ بَعضِ مَظاهِرِ قُدرتِه سُبحانَه، وانفِرادِه بخَلْقِ العوالِمِ العُلْيا خَلْقًا بالِغًا غايةَ الإتقانِ.
4- بيانُ سُوءِ عاقِبةِ الكافِرينَ وما أعَدَّه اللهُ لهم مِن عذابٍ، وبيانُ حُسنِ عاقبةِ المؤمِنينَ.
5- بيانُ سَعةِ عِلمِ اللهِ تعالى وأنَّه لا يخفى عليه شَيءٌ، سواءٌ كان سرًّا أو علانيةً.
6- التَّذكيرُ بمِنَّةِ خَلْقِ هذه الأرضِ، وجَعْلِها مُلائِمةً لحياةِ النَّاسِ، وأمْرُهم بالسَّعيِ فيها، والانتِفاعِ بما فيها مِن وُجوهِ النِّعَمِ.
7- التَّحذيرُ مِن بَطشِ اللهِ وعِقابِه، والتَّذكيرُ بما جرى للكافِرينَ السَّابِقينَ.
8- الدَّعوةُ إلى التَّأمُّلِ والتَّفَكُّرِ في مَشهدِ الطَّيرِ صافَّاتٍ في الجَوِّ، وفي أحوالِ أنفُسِهم، وأنَّه لا ناصِرَ مِن دونِ اللهِ، وأنَّه إنْ أمْسَكَ رِزقَه فلا رازِقَ لهم غَيرُه سُبحانَه وتعالى.
9- ضَربُ المثَلِ لأهلِ الإيمانِ وأهلِ الكُفرِ، وأهلِ الحَقِّ وأهلِ الباطِلِ.
10- توبيخُ المُشرِكينَ على كُفْرِهم نِعمةَ اللهِ تعالى، واستِخفافِهم بوَعيدِه، وأمْرُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يُذَكِّرَهم بنِعَمِ اللهِ عليهم، وأن يَرُدَّ على شُبُهاتِهم وأكاذيبِهم بما يَدحَضُها، وأن يَكِلَ أمْرَه وأمْرَهم إليه وَحْدَه.