موسوعة التفسير

سورةُ القَصَصِ
مقدمة السورة

أسماءُ السُّورةِ:

سُمِّيَت هذه السُّورةُ بسورةِ (القَصَصِ) [1] سُمِّيَت هذه السُّورةُ بـ (سورة القَصَص)؛ لوُقوعِ لَفظِ القَصَصِ فيها عندَ قَولِه تعالى: فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ [القصص: 25] أي: قَصَّ موسى على الرَّجُلِ الصَّالحِ ما لَقِيَه في مِصرَ قبلَ خروجِه منها، ولا يُعرَفُ لهذه السُّورةِ اسمٌ آخَرُ. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/353)، ((تفسير ابن عاشور)) (20/61). قال ابنُ عاشور: (فلمَّا حُكِيَ في السُّورةِ ما قَصَّه موسى كانت هاتِه السُّورةُ ذاتَ قَصَصٍ لحكايةِ قَصَصٍ، فكان القَصَصُ متوَغِّلًا فيها. وجاء لفظُ القصَصِ في سورة «يوسُفَ»، ولكِنَّ سورةَ «يوسُفَ» نزَلَتْ بعدَ هذه السُّورةِ). ((تفسير ابن عاشور)) (20/61). وقد وردَتْ بعضُ الآثارِ فيها تسميةُ هذه السُّورةِ بهذا الاسمِ؛ منها ما أخرجه النَّحَّاسُ (ص: 612)، وابنُ الضُّرَيْسِ، وابنُ مَرْدَوَيْهِ-كما في ((الدر المنثور)) للسيوطي (6/389)-، عن ابن عبَّاسٍ رَضِي الله عنهما. وكذلك ما أخرجه ابنُ مَرْدَوَيْهِ -كما في ((الدر المنثور)) للسيوطي (6/389)- عن عبد الله بنِ الزُّبَيرِ رضِيَ الله عنهما. .

بيانُ المكِّيِّ والمَدَنيِّ:

سورةُ القَصَصِ مَكِّيَّةٌ [2] وقيل: مكِّيَّةٌ إلَّا آيةً واحدةً نزلت بالجُحْفةِ، وهي قَولُه تعالى: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ [القصص: 85] . وقيل: مكِّيَّةٌ إلا الآياتِ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ [القصص: 52] إلى قَولِه: سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ [القصص: 55] ؛ فمَدَنيَّةٌ. يُنظر: ((تفسير مقاتل بن سليمان)) (3/334)، ((تفسير ابن جرير)) (18/149)، ((تفسير الماوردي)) (4/233)، ((تفسير الزمخشري)) (3/391). ، وحُكِيَ الاتِّفاقُ على ذلك [3] ممَّن نقل الاتِّفاقَ على ذلك: الفيروزابادي. يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/353). .

مَقاصِدُ السُّورةِ:

مِن أهَمِّ مقاصدِ هذه السُّورةِ:
1- بيانُ مَظاهِرِ قُدرةِ اللهِ تعالى في إهلاكِ الظَّالِمينَ والمغرورين، حتَّى ولو سانَدَتْهم جميعُ قُوى الأرضِ [4] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (10/372). .
2- تَثبيتُ المؤمِنينَ، وتَقويةُ عزائِمِهم، وتَبشيرُهم بأنَّ العاقِبةَ لهم [5] يُنظر: ((التفسير الوسيط)) لطنطاوي (10/371). .
3- التَّواضُعُ لله، المُستَلزِمُ لرَدِّ الأمرِ كُلِّه إليه [6] يُنظر: ((نظم الدرر)) للبقاعي (14/233). .

موضوعاتُ السُّورةِ:

مِن أهَمِّ موضوعاتِ هذه السُّورةِ:
1- التَّنويهُ بشأنِ القُرآنِ، والتَّعريضُ بأنَّ بُلَغاءَ المُشرِكينَ عاجِزونَ عن الإتيانِ بسورةٍ مِثلِه.
2- ذِكرُ طُغيانِ فِرعَونَ وإفسادِه، ووعْدُ اللهِ بإنقاذِ المُضطهَدِينَ، وعُقوبةِ المفسِدينَ.
3- ذِكرُ ميلادِ موسى عليه السَّلامُ، ورعايةِ اللهِ له وحِفظِه، وإيتائِه الحُكْمَ والعِلمَ.
4- حديثُ القِبطيِّ والإسرائيليِّ، وهِجرةُ موسى عليه السَّلامُ مِن مِصرَ إلى مَدْينَ، وسَقْيُه للمَرأتينِ، وزواجُه مِنِ ابنةِ الرَّجُلِ الصَّالحِ مُقابِلَ العَمَلِ لديه، ثمَّ خروجُه مِن مَدْينَ، وظُهورُ آثارِ النبُوَّةِ، وتأييدُ الله له بالمُعجِزاتِ، وبَعْثُه وأخيه هارونَ عليه السَّلامُ إلى فِرعَونَ.
5- تسليةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عمَّا أصابَه مِن قَومِه، وبيانُ ما يدُلُّ على أنَّ هذا القرآنَ مِن عندِ الله، وأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يستطيعُ أن يَهديَ مَن يحِبُّه، وأنَّ الهدايةَ بيدِ الله وحْدَه، وحكايةُ جانبٍ مِن أقوالِ المشركينَ مع الرَّدِّ عليها، وحكايةُ جانبٍ مِن المصيرِ السَّيِّئِ الَّذي ينتظرُهم يومَ القيامةِ.
6- قِصَّةُ قارونَ، وبَغيُه على قَومِ موسى عليه السَّلامُ، واغترارُه بمالِه، وعاقِبةُ البَغيِ والتَّكَبُّرِ.
7- خُتِمت السُّورةُ بالأمرِ بإخلاصِ العبادةِ لله، والنَّهيِ عن الإشراكِ به.