موسوعة الفرق

المطلَبُ الثَّامِنُ: إهانتُهم عَليَّ بنَ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ


أهان الشِّيعةُ عَليَّ بنَ الحُسَينِ الملقَّبَ بزينِ العابدين، والذي يعدُّونه إمامًا مطاعًا، مع أنَّه لم يتوَلَّ الإمامةَ، ولا دعا إلى نفسِه، ولم يبايِعْه أحدٌ، وكان يُصَلِّي الجُمُعةَ والجماعةَ خَلْفَ الولاةِ والأمراءِ الذين كانوا في عصرِه.
وفي الكافي عن مُحمَّدٍ الباقِرِ أنَّه قال: (إنَّ يزيدَ بنَ معاويةَ دخل المدينةَ وهو يريدُ الحجَّ، فبعث إلى رجلٍ من قريشٍ فأتاه، فقال له يزيدُ: أتقِرُّ لي أنَّك عبدٌ لي، إن شئتُ بِعْتُك، وإن شِئتُ استرقَّيتُك؟ فقال له الرَّجلُ: واللَّهِ يا يزيدُ، ما أنت بأكرَمَ مني في قُرَيشٍ حسَبًا، ولا كان أبوك أفضَلَ من أبي في الجاهليَّةِ والإسلامِ، وما أنت بأفضَلَ مني في الدِّينِ ولا بخيرٍ مني، فكيف أقِرُّ لك بما سألتَ؟ فقال له يزيدُ: إن لم تقِرَّ لي واللَّهِ لقتَلْتُك، فقال له الرَّجلُ: ليس قتلُك إيَّاي بأعظَمَ من قتلِك الحُسَينَ بنَ عَليٍّ عليهما السَّلامُ ابنَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأمر به فقُتِل. ثمَّ أرسل إلى عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليهما السَّلامُ، فقال له مِثلَ مقالتِه للقُرَشيِّ، فقال له عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السَّلامُ: أرأيتَ إن لم أقِرَّ لك أليس تقتُلُني كما قتلتَ الرَّجُلَ بالأمسِ؟ فقال له يزيدُ لعنه اللَّهُ: بلى، فقال له عَليُّ بنُ الحُسَينِ عليهما السَّلامُ: قد أقرَرْتُ لك بما سألتَ، أنا عبدٌ مُكرَهٌ، فإن شِئتَ فأمسِكْ، وإن شِئتَ فبِعْ) [767] يُنظر: ((الروضة من الكافي)) للكليني (8/234، 235). .
وهذا كَذِبٌ صريحٌ على عَليِّ بنِ الحُسَين؛ فمعلومٌ أنَّ يزيدَ بنَ معاويةَ لم يحُجَّ في خلافتِه التي كانت ثلاثَ سَنَواتٍ، وكان فيها أحداثٌ عظيمةٌ، ومصائبُ كبيرةٌ، كقَتلِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ رَضيَ اللَّهُ عنهما، ثمَّ نَقضِ أهلِ المدينةِ بيعةَ يزيدَ، ووقعةِ الحَرَّةِ التي قُتِل فيها كثيرٌ من أهلِ المدينةِ، ثمَّ محاصرةِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ في مكَّةَ، وفي أثناءِ حصارِها مات يزيدُ وهو بالشَّامِ، فمتى وقعت هذه القِصَّةُ المفتراةُ، التي افتراها أحدُ جهَلَتِهم بالتَّاريخِ، وأهان فيها عَليَّ بنَ الحُسَينِ رَضِيَ اللَّهُ عنهما؟!

انظر أيضا: