موسوعة الفرق

المَبحَثُ الثَّاني: معنى الشِّيعةِ اصطِلاحًا


اختلَفَت وِجهاتُ نَظَرِ العُلَماءِ في التَّعريفِ بحقيقةِ الشِّيعةِ، وذلك على النَّحوِ الآتي:
1- أنَّه عَلَمٌ بالغَلَبةِ على كُلِّ مَن يتولَّى عليًّا رضي اللَّهُ عنه وأهلَ بَيتِه.
قال الفَيروزاباديُّ: (قد غَلَب هذا الاسمُ على كُلِّ مَن يتولَّى عليًّا وأهلَ بيتِه، حتَّى صار اسمًا لهم خاصًّا) [11] ((القاموس المحيط)) (3/499). ويُنظر: ((تهذيب اللغة)) للأزهري (3/61). .
2- أنَّهم الذين نصروا عليًّا واعتقدوا إمامتَه نصًّا، وأنَّ خِلافةَ مَن سَبَقه كانت ظُلمًا له.
3- هم الذين فضَّلوا عليًّا على عثمانَ رضي اللَّهُ عنهما.
4- أنَّ الشِّيعةَ اسمٌ لكُلِّ مَن فَضَّل عليًّا على الخُلَفاءِ الرَّاشدين قَبْلَه رَضِيَ اللَّهُ عنهم جميعًا، ورأى أنَّ أهلَ البيتِ أحَقُّ بالخِلافةِ، وأنَّ خِلافةَ غَيرِهم باطِلةٌ.
مناقشةُ تلك الأقوالِ:
أمَّا التَّعريفُ الأوَّلُ: فهو غيرُ سديدٍ؛ لأنَّ أهلَ السُّنَّةِ يتولَّون عَليًّا وأهلَ بيتِه، وهم ضِدُّ الشِّيعةِ.
وأمَّا التَّعريفُ الثَّاني: فيَنقُضُه ما ذهب إليه بعضُ الشِّيعةِ من تصحيحِهم خلافةَ الشَّيخينِ، وتوقُّفِ بعضِهم في عُثمانَ، وتوَلِّي بعضِهم لعُثمانَ، كبَعضِ الزَّيديَّةِ فيما ذَكَر ابنُ حَزمٍ [12] يُنظر: ((الفصل في الملل والنحل)) (4/92). .
ثمَّ يَعيبُه أيضًا ما يبدو عليه من قَصْرِ الخِلافةِ على عليٍّ فقط دونَ ذِكرِ أهلِ بَيتِه.
وأمَّا التَّعريفُ الثَّالِثُ: فغيرُ صحيحٍ كذلك؛ لانتقاضِه بما ذهب إليه بعضُ الشِّيعةِ من البراءةِ من عثمانَ، ولم يكتَفوا بتفضيلِ عَليٍّ عليه رضي اللَّهُ عنهما.
ويبقى أنَّ الرَّاجِحَ من تلك التَّعريفاتِ الرَّابعُ منها؛ لضَبطِه تعريفَ الشِّيعةِ كطائفةٍ ذاتِ أفكارٍ وآراءٍ اعتِقاديَّةٍ

انظر أيضا: