الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الرَّابِع: البُلوغُ


يُستحَبُّ أن يكونَ المؤذِّنُ بالغًا، وهذا مذهبُ الجمهورِ: الحنفيَّة ((العناية شرح الهداية)) للبابرتي (1/244)، وينظر: ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (1/247). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (3/101)، وينظر: ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/124). ، والحنابلة ((الإقناع)) للحجاوي (1/76)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/300).
وذلك للآتي:
أوَّلًا: خروجًا من خلافِ العُلماءِ الَّذين اشترَطوا كونَ المؤذِّنِ بالغًا ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/235).
ثانيًا: ولأنَّ البالِغَ أكملُ ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/235).
فرعٌ: التَّمييزُ
يصحُّ الأذانُ من الصبيِّ المميِّز، ولا يُشترَطُ البلوغُ في المؤذِّن، وهذا مذهبُ الحنفيَّة ((حاشية الشلبي على تبيين الحقائق)) (1/94)، ((البحر الرائق)) لابن نجيم (1/279)، وينظر: ((فتح القدير)) للكمال ابن الهمام (1/247). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (3/100)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (1/137). ، والحنابلة ((الإقناع)) للحجاوي (1/80)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/236)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/300). ، وقولٌ للمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/88)، ((الشرح الكبير)) للدردير (1/195)، وينظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (1/231). ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك قال ابنُ قدامة: (عن عبد الله بن أبي بكر بن أنس، قال: كان عُمومتي يأمرونني أن أؤذِّن لهم وأنا غلامٌ ولم أحتلمْ، وأنسُ بن مالك شاهدٌ لم يُنكِر ذلك. وهذا ممَّا يَظهَر ولا يَخفَى، ولم يُنكَر، فيكون إجماعًا). ((المغني)) (1/300).
أوَّلًا: من الآثارِ
عن عبد اللهِ بن أبي بَكرِ بن أنسٍ، قال: كان عُمومَتي يأمرونَني أن أُؤذِّنَ لهم وأنا غلامٌ ولم أحتلمْ، وأنسُ بنُ مالكٍ شاهدٌ لم يُنكِرْ ذلك رواه ابن المنذر في ((الأوسط)) (3/176).
ثانيًا: لأنَّه يُقبَلُ خبرُه فيما طريقُه المشاهدةُ، كما لو دلَّ أعْمَى على محرابٍ، فيجوز أن يُصلِّي، ويُقبَل قولُه في الإذنِ في دخولِ الدارِ وحمْلِ الهديَّة ((المجموع)) النووي (3/100).
ثالثًا: أنَّ الأذانَ ذِكرٌ، والذِّكر لا يُشترَطُ فيه البلوغُ؛ فإنَّ الصبيَّ يُكتَبُ له ولا يُكتَبُ عليه؛ فإنْ ذكَرَ اللهَ، كتَبَ اللهُ له الأجْرَ، وصحَّ منه الذِّكرُ، فإذا أذَّن المميَّزُ فإنَّه يُكتفَى بأذانِه ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (2/72).
رابعًا: ولأنَّه ذَكَرٌ تصحُّ صلاتُه، فاعتُدَّ بأذانِه، كالعدلِ البالغِ ((المغني)) لابن قدامة (1/300).

انظر أيضا: