الموسوعة الفقهية

الفصل الأوَّل: أسماءُ مُزدَلِفةَ


1- مُزْدَلِفةُ:
يقال: زَلَفَ إليه، وازدَلَف، وتَزَلَّف؛ أي: دنا منه، وأزْلَفَ الشيءَ: قَرَّبَه، ومُزْدَلِفةُ، والمُزْدَلِفة: موضع بمكَّةَ ((لسان العرب)) لابن منظور (9/ 138).
سببُ التَّسْمِيَةِ بمُزْدَلِفة:
أ- لأنَّهم يَقْرُبونَ فيها مِن مِنًى، والازدلافُ التَّقريبُ، ومنه قوله تعالى: وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ [الشعراء: 90] أي قُرِّبَتْ ((الحاوي الكبير)) للماوردي (4/432).
ب- لأنَّ النَّاس يجتمعونَ بها، والاجتماعُ الازدلافُ، ومنه قوله تعالى: وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ [الشعراء: 64] ((شرح السنة)) للبغوي (7/165)، ((الحاوي الكبير)) للماوردي (4/432).
2- المَشْعَرُ الحرامُ:
سَمَّى اللهُ المُزْدَلِفةَ بالمشعَرِ الحرامِ؛ قال تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ [البقرة: 198]
والمَشعرُ الحرامُ المذكورُ في القرآنِ: هو جميعُ المزدَلِفةِ، وبه قال جمهورُ المُفَسِّرين وأصحابُ الحديثِ والسِّيَر ((المجموع للنووي)) (8/152)، وقال ابنُ تيميَّة: (ومُزْدَلِفةُ كُلُّها يقال لها: المشعَرُ الحرامُ، وهي ما بين مأزِمَيْ عَرَفة إلى بطنِ مُحَسِّر) ((مجموع الفتاوى)) (26/134)، وقال ابنُ عثيمين: (المشعَرُ الحرامُ هو مكانٌ في مُزْدَلِفة، لكنْ قد يُطلَق على مُزْدَلِفةَ كُلِّها أنَّها المشعَرُ الحرامُ؛ لأنَّها مكانُ نُسُكٍ) ((مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين)) (23/54).
3- جَمْعٌ:
أطلَقَ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على مُزْدَلِفةَ (جَمْع) فقال: ((ووقَفْتُ ها هنا وجَمْعٌ كُلُّها موقِفٌ )) رواه مسلم (1218).
سببُ التَّسميةِ بـ (جَمْع):
سُمِّيَت جمْعًا؛ لأنَّها يُجمَع فيها بين الصَّلاتينِ، وقيل: وُصِفَتْ بفِعْلِ أهلها؛ لأنَّهم يجتمعونَ بها ويَزْدَلِفونَ إلى اللهِ؛ أي: يتقرَّبونَ إليه بالوقوفِ فيها ((فتح الباري)) لابن حجر (3/523)

انظر أيضا: