الموسوعة الفقهية

تمهيدٌ: في أنواعِ زيارةِ القبورِ


زيارةُ القبورِ لها أنواعٌ ثلاثةٌ:
1- الزيارةُ الشَّرعيَّة:
وهي زيارةُ القبورِ من أجل الدُّعاءِ للأمواتِ، والترحُّمِ عليهم، وتذَكُّر الآخرَةِ [9036] ((مجموع فتاوى ابن باز)) (4/345). قال ابن القَيِّم: (أمَّا زيارةُ الموحِّدينَ: فمقصودُها ثلاثةُ أشياءَ: أحدها: تذكُّرُ الآخرةِ والاعتبارُ والاتِّعاظُ. وقد أشار النبىُّ صلَّى الله تعالى عليه وآلِهِ وسلَّم إلى ذلك بقوله: ((زُورُوا الْقُبُورَ؛ فَإٍنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ)). الثانى: الإحسانُ إلى الميِّتِ، وألَّا يطولَ عَهْدُه به، فيهجُرَه، ويتناساه، كما إذا تَرَكَ زيارةَ الحَيِّ مُدَّةً طويلةً تناساه، فإذا زار الحيَّ فَرِحَ بزيارته وسُرَّ بذلك، فالمَيِّتُ أَوْلى؛ لأنَّه قد صار فى دارٍ قد هَجَرَ أهلُها إخوانَهم وأهْلَهم ومعارِفَهم، فإذا زاره وأهدى إليه هديَّةً: مِن دعائِه، أو صدقةٍ، أو أهدى قُربةً، ازداد بذلك سُرورُه وفَرَحُه، كما يُسَرُّ الحَيُّ بمن يزوره ويُهْدي له؛ ولهذا شَرَعَ النبىُّ صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلم للزَّائرين أن يَدْعُوا لأهلِ القبورِ بالمغفرةِ والرَّحمة، وسؤالِ العافيةِ فقط. ولم يَشْرَع أن يدعوهم، ولا يَدْعُوا بهم، ولا يُصَلَّى عندهم. الثالث: إحسانُ الزَّائِرِ إلى نَفْسِه باتِّباعِ السُّنَّة، والوقوفِ عند ما شَرَعَه الرَّسولُ صلَّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم، فيُحْسِنُ إلى نفسه وإلى المَزُورِ). ((إغاثة اللهفان)) (1/218)
2- الزيارةُ البِدْعِيَّة:
وهي أن تُقْصَدَ القبورُ وتُزارَ للعبادَةِ عندها؛ بقراءةٍ أو صلاةٍ أو ذبحٍ وغيرِ ذلك؛ ظَنًّا أنَّ للعبادةِ عندها مَزِيَّةً، وهذه بدعةٌ، وهي من وسائِلِ الشِّرْكِ [9037] ((مجموع فتاوى ابن باز)) (4/345).
3- الزيارة الشِّرْكيَّة:
وهي زيارةُ القبورِ لدعاءِ أَهْلِها والاستغاثةِ بهم، أو للذَّبْحِ أو النَّذْرِ لهم، أو غيرِ ذلك من العباداتِ التي لا تَصْلُح إلَّا للهِ، وهذا شِرْكٌ [9038] ((مجموع فتاوى ابن باز)) (4/345) (13/287)، ((فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الثانية)) (7/446).

انظر أيضا: