الموسوعة الفقهية

المطلب الخامسُ: صفةُ التَّكفينِ


1-  يُستَحَبُّ أن تُبْسَطَ أحسَنُ الأكفانِ وأَوْسَعُها، ثم تُبْسَطَ الثَّانِيَةُ عليها، ثمَّ الثالثة [7912] ويضع بينها الحنوطَ- وهو أخلاطٌ من طِيبٍ- كلَّما بَسَطَ لفافةً جَعَل فوقها حَنوطًا. ينظر: ((التاج والإكليل)) للمواق (3/32)، ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (2/127)، ((المجموع)) للنووي (5/199)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (1/339)، ((المغني)) لابن قدامة (2/347)، ((الفروع)) لابن مفلح (3/320). ، وهو مذهَبُ الجمهورِ: المالِكيَّة [7913] ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/31)، ((التاج والإكليل)) للمواق (2/225). ذكر المالكيَّة هذه الصِّفَةَ ولم ينصُّوا على حُكْمها. ، والشَّافعيَّة [7914] ((المجموع)) للنووي (5/199)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (1/338). ، والحَنابِلَة [7915] ((الإقناع)) للحجاوي (1/221). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/347). وذلك اعتبارًا بالحيِّ؛ فإنَّه يَجعَلُ أحسَنَ ثيابِه وأوسَعَها فوقَ الثِّيابِ [7916] ((المجموع)) للنووي (5/200)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17).
2- يُحمَل المَيِّتُ إلى الأكفانِ مستورًا، ويُترَك على الكَفَن مُستلقِيًا على ظَهْرِه، وهو مذهَبُ الشَّافعيَّة [7917] ((المجموع)) للنووي (5/200)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). والحَنابِلَة [7918] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/347)، ((العدة شرح العمدة)) لبهاء الدين المقدسي (ص: 127). ؛ لأنَّه أَمْكَنُ في إدراجِه فيها [7919] ((المغني)) لابن قدامة (2/347).
 3- يؤخَذُ قُطْنٌ، فيُجْعَل فيه الحَنوطُ والكافورُ، ويُجْعَل بين أَلْيَتَيْه، ويُشَدُّ عليه [7920] يُشَدُّ فوقَه خِرقةٌ مشقوقة الطَّرَف كالتبَّانِ، وهو السراويلُ بلا أكمامٍ. يُنظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2/340). ، وذلك باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7921] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي، مع ((حاشية الشِّلْبِيِّ)) (1/237)، ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 571). ، والمالِكيَّة [7922] ((التاج والإكليل)) للمواق (3/32). ويُنظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (2/127). ، والشَّافعيَّة [7923] ((المجموع)) للنووي (5/200)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). ، والحَنابِلَة [7924] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/347).
وذلك للآتي:
أولًا: لِيَرُدَّ ما يَخْرُج عند تحريكِه [7925] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106).
ثانيًا: ليُخْفِي ما يَظْهَر مِنَ الرَّوائِح [7926] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106).
ثالثًا: ويُشَدُّ عليه؛ ليَجْمَع ألْيَتيْه ومثانَتَه، ويَرُدَّ ما يَخْرُج [7927] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر:  ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2/340).
4- يؤخَذُ القُطنُ ويُجعَل عليه الحَنُوطُ والكافورُ، ويُتْرَك على الفَمِ والمِنْخَرين والعَينينِ والأُذُنينِ ومنافِذِ البَدَنِ، وهذا باتَّفاقِ المذاهبِ الفقهيةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7928] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي، مع ((حاشية الشِّلْبِيِّ)) (1/237)، ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 571). ، والمالِكيَّة [7929] ((التاج والإكليل)) للمواق (3/32). ويُنظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (2/127). ، والشَّافعيَّة [7930] ((المجموع)) للنووي (5/201)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). ، والحَنابِلَة [7931]  ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/347). ؛ وذلك لئلَّا يَحْدُث فيها حادِثٌ، ودفعًا للهَوامِّ [7932] ((المغني)) لابن قدامة (2/347)، ((المجموع)) للنووي (5/201).
5- يوضَعُ حنوطٌ على مواضِعِ السُّجودِ [7933] نصَّ الشافعيَّةُ والحنابلة على أن يكونَ الحنوطُ في قُطنٍ، ثم يوضَعَ على مواضِعِ السُّجود، بينما لم ينُصَّ الحنفيةُ ولا المالكيَّةُ على جَعلِه في قُطنٍ. مِنَ المَيِّت، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7934] ((الهداية)) للمرغيناني (1/89)، و((حاشية الطحطاوي)) (ص:571). خصَّصَ الحنفيَّةُ الكافورَ بالوَضْعِ على مواضِعِ السُّجود. ، والمالِكيَّة [7935] ((الشرح الكبير)) للدردير (1/418). ويُنظر: ((كفاية الطالب الرباني)) لأبي الحسن المالكي (1/525). ، والشَّافعيَّة [7936] ((المجموع)) للنووي (5/201-202)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). ، والحَنابِلَة [7937]  ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/349). ؛ وذلك لأنَّ هذه المواضِعَ شُرِّفَت بالسُّجودِ، فخُصَّتْ بالطِّيبِ [7938] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2/340).
6- يُطَيَّبُ جميعُ بَدَنِ المَيِّتِ، وهذا مذهَبُ الجُمهورِ: المالِكيَّة [7939] (( ((التاج والإكليل)) للمواق (3/32). ويُنظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (2/127). ، والشَّافعيَّة [7940] ((المجموع)) للنووي (5/201-202)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). ، والحَنابِلَة [7941] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/349). ، وهو قولُ طائفةٍ مِنَ السَّلَف [7942] ((الزهد)) للإمام أحمد (1788)، ((مصنف عبد الرزاق)) (6140).
وذلك للآتي:
أوَّلًا: لأنَّ ذلك يُقَوِّي البَدَنَ ويَشُدُّه [7943] ((المجموع)) للنووي (5/202).
ثانيًا: لأنَّه يكونُ أطيَبَ للمَيِّت [7944] ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (5/309).
7- يُستَحَبُّ أن يُطَيَّبَ رأسُه ولِحْيَتُه، وذلك باتِّفاقِ المذاهبِ الفقهيةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7945] ((الهداية)) للمرغيناني (1/89)، ((حاشية الطحطاوي)) (ص: 570). ، والمالِكيَّة [7946] ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/226). ويُنظر: ((شرح مختصر خليل)) للخرشي (2/127). ، والشَّافعيَّة [7947] ((المجموع)) للنووي (5/202)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). ، والحَنابِلَة [7948]  ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/106). ويُنظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2/340). ؛ وذلك لأنَّ الحَيَّ يتطَيَّبُ هكذا [7949] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2/340).
8- يُرَدُّ طَرَفُ اللفافةِ العُليا من الجانِبِ الأيسَرِ على شِقِّ المَيِّت الأيمَنِ، ثُمَّ يُرَدُّ طَرَفُها الأيمنُ على شِقِّه الأيسرِ، ثم يُفعَلُ باللفافةِ الثَّانيةِ والثَّالثة كما فُعِلَ بالأولى، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7950] ((الهداية)) للمرغيناني (1/91)، ((مراقي الفلاح)) للشرنبلالي (ص: 216). ، والمالِكيَّة [7951] ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/31)، ((التاج والإكليل)) للمواق (2/225). ، والأصَحُّ عند الشَّافعيَّة [7952] ((المجموع)) للنووي (5/204)، ((مغني المحتاج)) للخطيب الشربيني (2/17). ، والحَنابِلَة [7953] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/107). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/347).
وذلك للآتي:
أولًا: لئلَّا يَسْقُطَ عنه الطَّرَفُ الأيمنُ إذا وُضِعَ على يمينِه في القَبرِ [7954] ((المغني)) لابن قدامة (2/347)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/107).
ثانيًا: لأنَّه عادةُ لُبْسِ الحَيِّ في قباءٍ ورِداءٍ ونحوهِما [7955] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/107).
9- يُوضَعُ المَيِّت على الأكفانِ بحيث يكونُ أكثَرُ ما يفْضُلُ من الكَفَن من قِبَل رَأْسِه، ويُلْقَى الفاضِلُ على رَأْسِه ورِجْلَيْه؛ نصَّ على هذا الشَّافعيَّةُ [7956] ((فتح العزيز)) للرافعي (5/139). ويُنظر: ((أسنى المطالب)) لزكريا الأنصاري (1/310). ، والحَنابِلَةُ [7957] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2 /340).
الأدلَّة:
أولًا: من السُّنَّة
عن خبَّابِ بنِ الأَرَتِّ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال: ((هاجَرْنا معَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم نريدُ وَجْهَ الله، فوَقَعَ أجرُنا على الله؛ فمِنَّا من مضى لم يأخُذْ مِن أَجْرِه شيئًا، منهم مصعَبُ بنُ عميرٍ؛ قُتِلَ يومَ أُحُدٍ وتَرَكَ نَمِرَةً، فإذا غَطَّيْنا رَأْسَه بَدَتْ رِجْلَاه، وإذا غَطَّيْنا رِجْلَيْه بَدَا رأسُه، فأَمَرَنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن نُغَطِّيَ رَأْسَه، ونجعَلَ على رِجْلَيْه من الإِذْخِر، ومنَّا من أينَعَتْ له ثَمرَتُه فهو يَهْدِبها )) [7958] رواه البخاري (3914) ومسلم (940).
ثانيًا: لأنَّ الرأسَ أحَقُّ بالسَّترِ مِن رِجْلَيهِ؛ لشَرَفِه، فالاحتياطُ لسَتْره بتكثيرِ ما عِنْده أَوْلى [7959] ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قدامة (2 /340).
ثالثًا: ليصيرَ الكَفَنُ كالكيسِ، فلا يَنْتَشِر [7960] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/107).
10- تُعقَدُ اللَّفائِفُ بعد تكفينِ المَيِّت فيها، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنفيَّة [7961] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/238). ويُنظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/308). وقَيَّدَه الحنفيَّةُ بما إذا خِيفَ انتشارُه. ، والمالِكيَّة [7962] ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/34). ويُنظر: ((المدخل)) لابن الحاج (3/246). ، والشَّافعيَّة [7963] ((فتح العزيز)) للرافعي (5/139). ، والحَنابِلَة [7964] ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/107). ويُنظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/347). وقَيَّدوا عَقْدَها إذا ما خُشِيَ انتشارُها.
وذلك للآتي:
أولًا: صيانةً للمَيِّت عن الكَشْف [7965] ((تبيين الحقائق)) للزيلعي (1/238).
ثانيًا: للخَوفِ مِنِ انتشارِ الأكفانِ عِند الحَمْلِ [7966] ((فتح العزيز)) للرافعي (5/139)، ((نهاية المحتاج)) للرملي (2/464).

انظر أيضا: