الموسوعة الفقهية

المَبحَثُ الثَّاني: رِضا المكفولِ له


لا يُشتَرَطُ رِضا المكفولِ له [136] المكفولُ له: هو مَن له الحَقُّ على المكفولِ عنه، ويقالُ له: الدَّائِنُ والطَّالِبُ. ، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: المالِكيَّةِ [137] ((منح الجليل شرح مختصر خليل)) لعُلَيْش (6/ 209). ، والشَّافِعيَّةِ [138] ((منهاج الطالبين)) للنَّوَوي (ص: 129)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (5/245). ، والحَنابِلةِ [139] ((كَشَّاف القِناع)) للبُهُوتي (3/ 366)، ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (2/125). ويُنظَر: ((الشرح الكبير على متن المقنع)) لشمس الدين ابن قُدامةَ (5/ 102(. ، وهو قَولُ أبي يوسُفَ [140] ((تبيين الحقائق)) للزَّيْلَعي (4/ 159). ويُنظَر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (6/ 6). ، وابنِ حَزمٍ [141] ((المحلى بالآثار)) لابن حزم (6/ 396). .
الأدِلَّةُ:
أوَّلًا: من السُّنَّةِ
عن سَلمةَ بنِ الأكوَعِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((كُنَّا جُلوسًا عِندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذ أُتِيَ بجَنازةٍ، فقالوا: صَلِّ عليها، فقال: هل عليه دَينٌ؟ قالوا: لا، قال: فهل تَرَك شيئًا؟ قالوا: لا، فصلَّى عليه، ثمَّ أُتِيَ بجَنازةٍ أُخرى، فقالوا: يا رسولَ اللهِ، صَلِّ عليها، قال: هل عليه دَينٌ؟ قيل: نعم، قال: فهل تَرَك شَيئًا؟ قالوا: ثلاثةَ دنانيرَ، فصلَّى عليها، ثمَّ أُتِيَ بالثَّالثةِ، فقالوا: صلِّ عليها، قال: هل تَرَك شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فهل عليه دَينٌ؟ قالوا: ثلاثةُ دنانيرَ، قال: صَلُّوا على صاحِبِكم، قال أبو قتادةَ صَلِّ عليه يا رسولَ اللهِ، وعَلَيَّ دَينُه، فصلَّى عليه)) [142] أخرجه البخاري (2289). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ أبا قتادةَ ضَمِنَ الميِّتَ بغيرِ رِضا المضمونِ له، وأقرَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [143] يُنظَر: ((كَشَّاف القِناع)) للبُهُوتي (3 / 354). .
ثانيًا: لأنَّها وثيقةٌ له لا قَبضَ فيها، فصَحَّت من غيرِ رِضاه فيها، كالشَّهادةِ [144] يُنظَر: ((الشرح الكبير على متن المقنع)) لشمس الدين ابن قُدامةَ (5/ 102). .
ثالثًا: لأنَّها التِزامُ حَقٍّ له من غيرِ عِوَضٍ، فلم يُعتَبَرْ رِضاه فيها، كالنَّذرِ [145] يُنظَر: ((الشرح الكبير على متن المقنع)) لشمس الدين ابن قُدامةَ (5/ 102). .

انظر أيضا: