الموسوعة الفقهية

المطلب الأول: مَساحيقُ الوجهِ (المكياج)


يجوزُ [629] مع مراعاة الضَّوابِطِ الشَّرعيةِ، ومنها: ألَّا يكونَ فيها ضررٌ عليها، وألَّا تتشَبَّهَ بالكافراتِ والفاسقاتِ، وأن تستُرَ وجهَها عن الرِّجالِ الذين ليسوا محارِمَ لها. يُنظر: ((فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة- المجموعة الأولى)) (17/129)، ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (12/290). للمَرأةِ التزَيُّنُ باستخدامِ مَساحيقِ تَجميلِ الوَجهِ [630] نصَّ الحنابلةُ على جوازِ تحسينِ المرأةِ لوجهها بتحميره ونحوِ ذلك، قال البُهُوتي: (وللمرأةِ حلقُ وجهها، وحفُّه وتحسينُه بتحميرِه ونحوه). ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (1/46). أما على الصَّحيحِ مِن مذهب الشافعية فهو جائِزٌ بإذنِ الزَّوجِ، قال الرملي: (والخضابُ بالسَّوادِ وتَحْميرُ الوَجْنَةِ بالحِنَّاءِ ونحوُه، وتَطريفُ الأصابعِ معَ السَّوادِ،... فإن أذِنَ لها زوجُها أو سَيِّدُها في ذلك جازَ؛ لأنَّ له غَرَضًا في تزيينِها له كما في الرَّوضَةِ، وأصْلِها، وهو الأوجَهُ). ((نهاية المحتاج)) (2/25)، ويُنظر: ((تحفة المحتاج للهيتمي وحاشية الشرواني)) (2/128). ، وهو قولُ ابنِ باز [631] سئل ابنُ باز عن حُكمِ المساحيقِ التي يضَعُها النِّساءُ على وجوهِهنَّ للزينةِ؟ فأجاب: (المساحيقُ فيها تفصيلٌ: إن كان يحصُلُ بها الجَمالُ وهي لا تضُرُّ الوجهَ، ولا تُسبِّبُ فيه شيئًا، فلا بأسَ بها ولا حرَجَ، أمَّا إن كانت تسَبِّبُ فيه شيئًا، كبُقَعٍ سوداءَ، أو تُحدِثُ فيه أضرارًا أخرى، فإنِّها تُمنَعُ مِن أجل الضَّررِ). ((مجموع فتاوى ابن باز)) (6/395). ، وابنِ عُثَيمين [632] قال ابن عثيمين: (إذا تجمَّلت المرأةُ، أو بعبارة أصحَّ: إذا جَمَّلَت وجهَها بهذه المساحيقِ والأدهانِ، فإنَّ ذلك لا بأسَ به؛ لأنَّ مِثلَ هذه الأمورِ إذا لم يَرِدْ بها مَنْعٌ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فالأصلُ فيها الِحلُّ). ((فتاوى نور على الدرب)) (11/74). ، وأفتَت به اللَّجنةُ الدَّائِمةُ [633] جاء في فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة: (لا مانِعَ مِن تزيُّنِ المرأةِ بوَضعِ المكياج على وجهِها، والكُحلِ، وإصلاحِ شَعرِ رأسِها على وجهٍ لا تتشَبَّهُ فيه بالكافراتِ، ويُشتَرَطُ أيضًا أن تستُرَ وَجْهَها عن الرِّجالِ الذين ليسوا مَحارِمَ لها). ((فتاوى اللَّجْنة الدَّائِمة- المجوعة الأولى)) (17/129). ؛ وذلك لأنَّ الأصلَ في الزينةِ والتجملِ الحِلُّ إلَّا ما دلَّ الدليلُ على تحريمِه [634] ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (12/290).

انظر أيضا: