الموسوعة الفقهية

الفرعُ الحادي عَشرَ: دُعاءُ خَتْمِ القرآنِ في الصَّلاةِ


لا يُشرَعُ الدعاءُ عندَ ختْمِ القرآنِ في الصَّلاةِ، وهذا مذهبُ المالِكيَّة قال ابنُ الحاجِّ: (مِن المستخرجة عن ابن القاسم، قال: سُئِلَ مالك عن الذي يقرأ القرآنَ فيختِمُه ثم يدعو؟ قال: ما سمعتُ أنَّه يدعو عند خَتْمِ القرآن، وما هو من عملِ النَّاسِ). ((المدخل)) (2/299). ويُنظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/408)، ((المختصر الفقهي)) لابن عرفة (1/ 415). وقال مالكٌ: (ليس خَتْمُ القرآن في رمضان بسنَّةٍ للقيامِ). ((المدونة الكبرى)) لسحنون (1/288). ، وهو قولٌ للحنفيَّة قال ابن مازة البخاريُّ: (يُكرَهُ الدعاء عند ختْم القرآن في شَهرِ رمضانَ، وعند خَتْمِ القرآن بجماعةٍ؛ لأنَّ هذا لم يُنقَل عن النبيِّ عليه السلام وأصحابه؛ قال الفقيه أبو القاسم الصفار: لولا أنَّ أهل هذه البلدة قالوا: إنَّه يمنعنا من الدعاء، وإلَّا لَمَنَعْتهم عنه). ((المحيط البرهاني)) (5/313). ، واختاره الألبانيُّ قال الألبانيُّ: (ما لا شكَّ فيه أنَّ التزامَ دعاءٍ مُعَيَّن بعد ختْمِ القرآن من البِدَع التي لا تجوز) ((سلسلة الأحاديث الضعيفة)) (13/315 رقم 6135). ، وابنُ عُثيمين قال ابن عثيمين: (إنَّ دعاءَ ختْمِ القرآن في الصلاة لا شكَّ أنَّه غير مشروع؛ لأنَّه وإن ورد عن أنس ِبنِ مالك رضي الله عنه أنَّه كان يجمع أهلَه عند خَتْمِ القرآن ويدعو، فهذا خارِجَ الصلاة، وفرْقٌ بين ما يكون خارِجَ الصلاة وداخِلَها؛ فلهذا يمكن أن نقول: إنَّ الدعاءَ عند ختم القرآن في الصَّلاة لا أصلَ له، ولا ينبغي فِعلُه حتى يقومَ دليلٌ من الشَّرْعِ على أنَّ هذا مشروعٌ في الصَّلاة). ((الشرح الممتع)) (4/42).
وذلك لأنَّ دُعاءَ ختْم القرآنِ في الصَّلاةِ، من إمامٍ أو منفردٍ, قبلَ الركوعِ أو بعدَه, في "التراويح" أو غيرِها: لا يُعرَفُ ورودُ شيءٍ فيه أصلًا عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا عن أحدٍ من صحابتِه مُسندًا قال ابن عثيمين: (الدُّعاء عند ختْم القرآنِ في الصلاة لا أصلَ له). ((الشرح الممتع)) (4/42). ويُنظر: ((جزء في مرويَّات دعاء ختم القرآن)) لبكر أبو زيد (ص: 290). ، والقاعدةُ: أنَّ العباداتِ توقيفيَّةٌ لا تثبُتُ إلَّا بنَصٍّ ((جزء في مرويات دعاء ختم القرآن)) لبكر أبو زيد (ص: 290).

انظر أيضا: