موسوعة الأديان

الحسرة الثالثة: الوسائل الفاشلة:


كثير من وسائل النصارى لنشر نصرانيتهم وسائل فاشلة، فهي وإن أبرقت وأرعدت زبد لا ينفع الناس، فضلا عن أن يغريهم بهجر الحق، وذلك لأنها من عمل مفسد كافر، وتحمل في طيَّاتها باطلا، وتدعو إلى كفر، وتواجه حقًّا، وتدعو مؤمنين... مثلها مثل سحرة فرعون الذين قال لهم موسى عليه السلام، كما أخبر الله عن ذلك في محكم تنزيله: مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ [يونس:81- 82] إن الذي حكم على كثير من وسائلهم بالفشل منصِّرون جرَّبوا كثيرا من الوسائل في تنصير المسلمين، فكانت نتيجتها هباء وخسارة وحسرة في قلوبهم، يقول أحد المبرمجين: (إن الحاجة الماسة هي إلى برمجة فعالة مؤثرة، إن حوالي ( 95% ) من البرامج النصرانية الموجهة إلى المسلمين لا تجد قبولا لدى أغلبية المستمعين في هذه البلدان) ((التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي)) (ص: 534). ، فالحمد لله الذي ردَّ كيد الفجار، وحفظ الأمة من أن تؤثر فيها ألاعيب أولياء الشيطان.كما أكَّد دونالدر في بحثه المعنون بـ ( تطوير وسائل جديدة لتساعد في تنصير المسلمين ) أن الجمعيات التنصيرية لم تشهد تحولا نحو النصرانية إذ يقول: (إن جمعيات التنصير التي عبَّرت عن هذا الهدف (أي: كسب المسلمين إلى النصرانية) لم تشهد تحولا كبيرا نحو النصرانية من قبل المسلمين، ولم تستطع إنشاء كنيسة محلية قوية يقصد بالكنيسة المحلية التي يديرها ويشرف عليها رهبان من أبناء البلد المراد تنصيره. ، ولم تنعم كذلك بتكاثر المؤمنين.. إلى أن قال: ولكن مثل هذه الجمعيات لم تر أبدا عظمة الرب في كسب المسلمين) ((التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي)) (ص: 604). وهذا منصِّر آخر قال بعد أن سرد الحواجز التي تحول بين المسلمين وبين النصرانية: (إن نموا هاما للكنيسة على حساب المجتمع المسلم غير محتمل حتى يمكن استنباط بعض الوسائل لكسب أجزاء متجاوبة منه) ((التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي)) (ص:143). ، وهذا منصِّر آخر قال بعد أن أمضى أربعين سنة يزرع اليأس، ويحصد الهم والغم في محاولة تعيسة لتنصير المسلمين: (وبعد خبرة أربعين عاما كانت بعضها تجربة قاسية وحزينة في بذر البذور فوق الصخور، ومشاهدة الطيور تلتقطها عن آخرها) ((التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي)) (ص: 556 ). ونحن نقول لهذا المنصِّر وغيره جرِّب ما شئت من الوسائل، وأجلب بخيلك ورجلك، وأبشر بالفشل الذريع، وبسوء العاقبة؛ فإن الله كتب النصر والتمكين لهذا الدين، فأنت وأمثالك ممن قال الله فيهم: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32 ]
ومما يؤكِّد فشل أساليبهم ما ورد في الخطاب الرئيس الذي قدمه و. ستانلي مونيهام إلى المؤتمر التنصيري المنعقد في أمريكا عام (1978) م, إذ جاء فيه (إن مطبوعات الإرساليات التنصيرية التي تعمل في صفوف المسلمين مليئة بإشارات وعبارت مثل (عدم الاستجابة) أو (منطقة صعبة) أو (نمو بطيء) أو (أرض وعرة).أما السعادة التي يدعون إليها ويبشرون بها فقد ظهرت آثارها في تايلاند، كما في الخطاب السابق، حيث جاء فيه ( كنا منذ شهور في حملة تنصير في أرجاء مدينة ( شينك ماي ) وكانت الحملة جزءا من احتفال يشمل البلاد برمتها بذكرى مرور (150) عاما على بدء التنصير فيها ، وتعتبر هذه المدينة المركز النصراني في شمال تايلاند ، وقد وصلها الكتاب المقدس منذ (110) أعوام، ومع ذلك فإن النصارى في هذه المدينة لازالوا أقلية صغيرة مكتئبة)   (( التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي))  (ص: 30- 31).

انظر أيضا: