تعريف بالموسوعة الفقهية

 
الحمدُ للهِ الذي أنار بالعلم الظُّلمات، وجعله سبيلاً موصلاً إلى الجنَّات، ورفع أهل العلم العاملين به درجات، والصَّلاةُ والسَّلامُ على إمام العلماء والأنبياء والمرسلين، القائل: ((من يُرِدِ اللهُ به خيراً يفقِّهْهُ في الدِّين)).
 
أمَّا بعد:
فإنَّ من أعظم العلوم التي ينبغي أن تُولَى عنايةً خاصَّة، علم الفقه، إذ به يُعرَفُ كيف يعبد الله سبحانه وتعالى، ويُتوصَّلُ من خلاله إلى معرفة الحلال والحرام؛ لذا فحاجة الناس إليه آكَدُ من الشراب والطعام، فبه تستقيم أمور دينهم ودنياهم، ويسعدوا في أولاهم وأخراهم.
ومن هذا المنطلق سعت مؤسسة الدرر السنية في إنشاء موسوعةٍ فقهيةٍ شاملةٍ، ونشرها من خلال موقعها الإلكتروني، تيسيراً للوصول إلى الحكم الشرعي، ومعرفة الراجح من الأقوال، خاصةً مع كثرة الخلاف في المسائل الفقهيَّة، وتشعُّب الأقوال والآراء العلميَّة.
 
وتتميز هذه الموسوعة بالآتي: 
 
1- الاقتصار على الحكم الراجح غالباً، حيث تمَّ اختيار الراجح من أقوال الفقهاء في المسائل المختلَف فيها وِفق ضوابط معينة.
 
2- ربط الحكم بدليله، فتُذكَر الأدلة من الكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها، مع الاكتفاء بأقوى الأدلة، خاصةً السالمة من الاعتراض، وترك المناقشات والردود بالكليَّة.
 
3- عزو الأحاديث والآثار إلى مصادرها المعتمدة، وبيان الحكم عليها من خلال أقوال المحدثين، والاعتماد على الصحيح منها دون الضعيف المردود، مستعينين في ذلك بالموسوعة الحديثية في الموقع.
 
3- ذكر أقوال الأئمة الأربعة أو مذاهبهم الفقهية، والاكتفاء أحياناً بنسبة القول إلى الجمهور وما عليه أكثر أهل العلم.
 
4- ذكر أقوال بعض العلماء المحقِّقين الذين تم اختيارهم كمرجحين، إذا كان القول الراجح خلاف ما ذهب إليه الجمهور. ومن هؤلاء: ابن حزم، وابن عبد البر، والنووي، وابن حجر، وابن تيمية، والشوكاني، وابن باز، وابن عثيمين، وغيرهم؛ وذلك لتميزهم واهتمامهم بالدليل.
 
5- الاهتمام بذكر المسائل المعاصرة، والمستجدَّات، والنوازل، وأقوال أهل العلم فيها.
 
6- توثيق النقولات سواء كانت من الإجماعات، أو المذاهب الفقهية، أو أقوال العلماء.
 
7- الحرص على تسهيل المعلومة، حيث تمت صياغتها بعباراتٍ علميةٍ سهلة، وواضحةٍ، ومختصرة.
 
8- الاهتمام بالمسائل التي يحتاجها عامَّة الناس، وإهمال جزئيات المسائل وتفريعاتها الدقيقة. 
 
إلى غير ذلك مما تميَّزت به هذه الموسوعة.
هذا ولأنه جهدٌ بشريٌّ يعتريه ما يعتري أعمال البشر، من نقصٍ، أو خطأٍ، أو وهمٍ، أو سهوٍ، فالمرجوُّ التماس العذر، وسد الخلل، وموافاتنا بملاحظاتكم واقتراحاتكم. 
 
والله الموفِّق..
 
القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية