قراءة وتعريف

البِدَع القوليَّة والعَمليَّة حولَ القرآنِ الكريمِ في واقعِ المسلِمينَ المعاصِر
book
عَبير بنت عبد العزيز بن شبيب
عنوان الكتاب: البِدَع القوليَّة والعَمليَّة حولَ القرآنِ الكريمِ في واقعِ المسلِمينَ المعاصِر
اسم المؤلف: عَبير بنت عبد العزيز بن شبيب
النوع: رسالة ماجستير- جامعة الملك سعود
الناشر: دار الهَدْي النبوي- مصر، دار الفضيلة- الرياض
سنة الطبع: 1436ه - 2015م
عدد الصفحات: 259

التعريف بموضوع الكتاب:

إنَّ غايةَ ما يَسعَى إليه المؤمنُ أن ينالَ الكرامةَ والفضلَ عند ربِّه، وأن يَحظَى بالأجرِ العظيم؛ ليكونَ من الفائزين، وقدْ أرْشَدَنا المولى سبحانه إلى طُرق الخيراتِ، والتنافُس في الطَّاعات، ومِن أعظمِها الإقبالُ على القُرآن تِلاوةً وحِفظًا، وتدبُّرًا وعملًا، ومِن المؤسِف أنْ نرى الكثيرَ مِن الناس قدْ أعرضوا عن قِراءته وتدبُّره، وجَهِلوا كثيرًا من أحكامه المتعلِّقة به، ولم يَعرِفوه إلَّا في المناسبات، أو في القِراءة على القُبور! ومنهم مَن يُعلِّقه تعاويذَ وتمائمَ... إلى غير ذلِك من البِدع والخُرافات التي ما أَنزلَ الله بها من سُلطانٍ، والتي ضلُّوا بها الطريقَ، وانحرَفوا عن جادَّة الحقِّ .

وكتاب هذا الأسبوع عُنِيت مُؤلِّفتُه باستقصاء البِدع القوليَّة والعمليَّة حولَ القرآن الكريم، التي ذَكَرها العلماءُ في كتبهم، وعَرَضَتْها ذاكرةً  الأقوالَ مع أدلَّتها، ومناقشتها، والترجيح بينها.

ويتكوَّن هذا البحثُ مِن مقدِّمة، وتمهيد، وبابين:

أمَّا المقدِّمة: فاشتملت على ذِكر أهميَّة الموضوع، وأسبابِ اختيارِه، والدِّراسات السابقة فيه، وأهدافِ البحثِ، وإجراءاته، وحُدوده؛ مما تبدأ به الرسائل العلمية عادةً.

وفي التَّمهيد عرَّفت البدعة لغةً وشرعًا، وذكَرتْ أنواعَ البِدعة، وأسبابَ ظُهور البِدع.

أمَّا البَاب الأوَّل: فقدْ خصَّصته المؤلِّفةُ للكلامِ على البِدعِ القوليَّة، وجاءَ هذا البابُ في أربعة فُصول:

الفَصل الأوَّل: تحدَّثتْ فيه عن بِدعِ قِراءةِ القرآن المتعلِّقة بالزَّمانِ، مِثل: قِراءة القرآن ليلةَ الإسراء والمعراج، وقِراءةِ القرآنِ في المولِد النبويِّ، أو في ليلةِ النِّصف من شَعبان، وقِراءة آيةٍ أو سورةٍ فيها ذِكْر موسى عليه السلام في صلاةِ الصُّبح يومَ عاشوراء، وغيرها من البِدع.

ثم تَكلَّمت عن بِدعِ قِراءة القرآنِ المتعلِّقة بالمكان، مثل: قِراءة القرآن في المآتِم، أو عندَ قبرِ الرسول صلَّى الله عليه وسلَّمَ، أو قِراءته عندَ المقابِر.

و الفصل الثَّاني : تَكلَّمت فيه عن بِدع النِّاسِ في تخصيص بعضِ السُّوَرِ والآيات بمزيةٍ دونَ دليلٍ؛ مثل: تخصيص بعضِ السُّور بأنَّها المُنجيات، وتَخصيص قِراءةِ سُورةِ الفاتحة في المناسبات، وتَخصيص قِراءة سورة (يس) في بعضِ المناسبات... وهكذا. وكذلك تخصيص بعضِ الآيات بمزيَّة دون دليلٍ، مِثل: تَخصيص آية الكرسيِّ بمزايا ليستْ عليها دَليلٌ صحيحٌ، أو المداومة على قِراءة آيةٍ فيها سجدةٌ في صلاةِ صُبح الجُمُعة، وغيرِها من المسائِل.

و الفصل الثَّالث: جعلتْه للحديثِ عن بِدع النَّاسِ القوليَّة أثناءَ قِراءة القرآن وبَعدَها؛ مثل: تَلحِين القرآنِ على لحنِ أهلِ الفُسوق، والقِراءةِ بشَواذِّ القِراءاتِ، وقِراءة القرآنِ جماعةً، وتوزيع قِراءة القرآنِ على الحاضرين، وغيرِها من الأُمور.

وفي الفصل الرَّابع : تناوَلتْ دراسةَ بِدع قِراءة القرآنِ على الأموات، وتحدَّثت عن مَسائلِ قِراءة القرآن على الميِّت، وإهداء ثوابِها له، ورجَّحتْ عدم صِحَّة إهداء ثوابِ قِراءة القرآن للميِّت. كما تحدَّثتْ عن مسألة أخْذ الأُجرة على قِراءة القرآن على الميِّت، مرجِّحةً كذلك أنَّ هذا الفعلَ مِن البدع التي ما أنزلَ اللهُ بها من سُلطان، وتَكلَّمت عن مسألةِ حُكم الوقفِ والوصية لقِراءة القُرآن، مرجِّحةً عدمَ جوازها بناءً على أنَّ هذا مِن قَبيل الاستئجارِ على قِراءةِ القرآن، والاستئجارُ على قراءةِ القرآنِ وإهداءُ الثواب غيرُ جائز.

وأمَّا الباب الثاني: فخصَّصته المؤلِّفةُ لبَحثِ البِدع العَمليَّة، وجاءَ كذلك في أربعة فُصول:

كان الفصل الأوَّل للحديثِ عن بِدعِ النَّاسِ في كتابةِ القرآن، وتحدَّثت فيه عن كِتابةِ القرآن وتَعليقه للزِّينة، وكتابةِ الآياتِ وتعليقها بقصد الحماية والشِّفاء وحُصول البركةِ، مُرجِّحةً عدمَ جوازِ هذا الفِعل؛ إذ لم يَثبُتْ في سُنَّة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ كتابةُ الآيات أو السُّور وتعليقُها للحمايةِ أو الشفاءِ وغيرهما، لكن رجَّحت المؤلِّفةُ جوازَ كتابةِ الآيات القرآنيَّة ومحوِها بالماءِ وشُربِها بقَصْدِ الشِّفاءِ وحصولِ البركةِ إذا لم يَكُن في ذلك العملِ محاذيرُ شرعيَّة. وكذلك تَحدَّثتْ عن مسألةِ مُخالفةِ الرَّسم العثمانيِّ، وتحقيقِ القولِ فيه، وخُلاصتُه: تحريمُ كِتابة المصحفِ الشريف بغيرِ الرَّسمِ العثماني ممَّا أحْدَثه الناسُ من الهِجاء.

و الفصل الثَّاني : تناولتْ المؤلِّفةُ فيه بِدعَ الناس في الهيئات والكيفيَّات أثناءَ قِراءة القرآن وبَعدَها؛ مِثل: التمايُل والاهتزاز عندَ القِراءة، ووضْع اليَدينِ على الأُذنينِ، وغَسْل اليدينِ، ومسْح العَينين والوَجْه، وتَقبيل المصحَف، وذَكرت أنَّه لا يُعلم دليلٌ على مشروعيَّة تقبيلِ القرآنِ الكريمِ، ولم يُؤثَرْ عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قام بتقبيلِ المصحَفِ، ولو كان خيرًا لدَلَّنا عليه.

و الفصل الثَّالث : خصَّصته للحديثِ عن البِدعِ العَمليَّة عند خَتْمِ القرآن، متناولةً بالدِّراسة دُعاءَ الختمة، وتحقيق القولِ فيه، بأنَّ الختمةَ ليستْ ببدعةٍ وقد فعَلَها السَّلفُ، ولم يُعرَفْ لهم مخالفٌ إلَّا مِن بعض المعاصِرين، وهي مِن مسائلِ الاجتهادِ، كما تحدَّثتْ عن مسألة إقامةِ الوليمة عندَ الخَتْمة، وإقامة الحَفَلات لحَفَظةِ القُرآنِ، وتحقيق القول فيه، بأنَّه لا بأسَ مِن إقامة الحفلاتِ لحفظةِ القرآنِ الكريمِ، ولكن لا يُتَّخذ سُنَّةً، ولا يُعتقَدُ شرعيَّةُ ذلك، وإنَّما يكون على وجهِ الفرحِ والاستبشارِ.

و الفصل الرَّابع والأخير: تناولتْ فيه حُكمَ استعمالِ بعضِ آياتِ القرآنِ في المزاحِ؛ مرجِّحةً عدمَ جوازِ استعمال آياتِ القرآن في المزاحِ إذا كانَ استعمالُها على أنَّها آياتٌ مِن القرآن، أمَّا إذا كان استعمالها على أنَّها كلماتٌ دارِجةٌ على اللِّسان، أو الاستشهاد بها على وقائعَ حادثةٍ، أو لضربِ الأمثلةٍ؛ فلا بأسَ بذلِك إنْ شاءَ اللهُ، وأنَّه لو كانَ على سَبيلِ السُّخرية والاستهزاء، فهذا يُعدُّ رِدَّةً عن الإسلامِ.

ثم ختَمتِ الكِتابَ بخاتمةٍ ذكرتْ فيها أهمَّ النتائجِ، وهي عبارةٌ عن تلخيصٍ مُركَّزٍ لترجيحاتِ المسائلِ المدروسةِ.

والكتاب جيد في بابه.