قراءة وتعريف

اختيارات ابن تيمية وترجيحاته في التفسير- من أول سورة المائدة إلى آخر سورة الإسراء جمعًا ودراسة
book
محمَّد بن عبد العزيز المسند
عنوان الكتاب: اختياراتُ ابن تَيميَّة وترجيحاتُه في التَّفسير- من أوَّل سُورة المائِدة إلى آخِرِ سُورة الإسراء جمعًا ودراسةً
اسم المؤلِّف: محمَّد بن عبد العزيز بن عبد الله المسند
تقديم: محمَّد بن سريع بن عبد الله السريع
نوع الكتاب: رسالة دكتوراه- مِن قِسم القرآن وعُلومه- بجامعة الإمامِ محمَّد بن سُعود الإسلاميَّة.
النَّاشر: دار التدمرية- الرياض
سَنة الطَّبع: 1435ه – 2014م
عدد الأجزاء: مجلدان

التعريف بموضوع الكتاب:
اجتهدَ العُلماءُ قديمًا وحديثًا في تَدبُّرِ كِتابِ اللهِ تعالى، والغوصِ في بحورِ معانيه، فاستخرَجوا منه دُررًا واستنبطوا مِن آياته أحكامًا غُررًا، وقدِ اعتنَى كثيرٌ من الباحثين بجَمْع اختيارات الأئمَّة من المفسِّرين وغيرهم.
وكِتاب هذا الأسبوع هو واحدٌ من هذه المحاولاتِ لجَمْع اختياراتِ الإمامِ الهُمَامِ شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحِمه اللهُ وترجيحاتِه في التَّفسير؛ فقد كان له القِدْحُ المُعلَّى في ذلك، على الرغمِ مِن أنَّه لم يؤلِّفْ تفسيرًا كاملًا للقرآن الكريم؛ فقد كان عالِمًا مجتهدًا لا يَكتفي باجتهادِ مَن سبَقَه من الأئمَّة، بل ربَّما استدرَكَ على بعضِ أقوالِهم فصحَّحَ ورجَّح، هذا مع وقوفِه عند نُصوصِ الكتاب والسُّنَّة، وحِرْصه على أقوالِ السَّلَف وفَهْمِهم للنصوص.
وقد قام المؤلِّفُ بتتبُّع اختياراتِ شَيخِ الإسلام ابن تَيميَّة وترجيحاتِه في التَّفسير مِن بُطونِ كُتبه المطبوعةِ كلِّها، من أوَّل سورة المائدة، إلى آخِر سورة الإسراء، فبلغتْ قُرابةَ مئة وخمسين (150) آية، ما بين اختيارٍ وترجيحٍ، مع تجنُّب المكرَّر.

وقسَّم المؤلِّف الكتابَ إلى مُقدِّمة، وتمهيدٍ، وقِسمين، وخاتمة.
اشتملتِ المقدِّمةُ على أهميَّة الموضوع، وأسبابِ اختيارِه، والدِّراسات السابقة، وخُطَّة البَحث، ومنهج الكِتابة فيه.
أمَّا التَّمهيد، فعرَضَ فيه ترجمةً موجزةً لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، مع ذِكر جُهودِه في التفسير بإيجازٍ، ومنهجِه في الاستدلاِل بالآياتِ والاستشهادِ بها، وأثَر ذلك في الاختيارِ والتَّرجيح.
أمَّا القِسم الأوَّل مِن الكتاب، فكان عن الاختِيار والتَّرجيحِ في التَّفسيرِ عند ابن تَيميَّة، وجاء في تمهيدٍ وأربعةِ فصولٍ:

تَكلَّم المؤلِّف في التَّمهيدِ عن الفَرْقِ بين الاختيار والتَّرجيح، مبيِّنًا أثرَهما في التَّفسير.
أمَّا الفصل الأوَّل فتحدَّث فيه عن أسبابِ الاختيار والتَّرجيح في التَّفسير عند ابنِ تَيميَّة؛ فمِنها: الردُّ على الملاحِدة والمشركين والنَّصارى والمتفلسفة والمتكلِّمين، ومنها: سدُّ البابِ على أهلِ البِدع، ومنها: الاستدراكُ على بعضِ المفسِّرين.

والفَصل الثاني تَحدَّث فيه عن صِيَغ الاختيارِ والترجيحِ في التَّفسيرِ وأساليبِهما عندَ ابنِ تَيميَّة.
فذكر خمسًا وعِشرين صيغةً من صِيَغ الاختيارِ وأساليبِه عندَ ابن تيمية؛ منها: الاقتصارُ على القولِ المختارِ مع قولِه: في أصحِّ القولين، ومنها: أنْ يذكُر قولًا ثم يذكُر آخرَ يختاره ويذكُر أنَّه أحسن، ومنها: أنْ يذكُرَ أنَّ القولين متلازمانِ ثم يختارَ أحدَهما، ومنها: أنْ يَذكُر أقوالَ بعض السَّلف وغيرِهم، ثم يَذكُرَ أنَّ كلَّ ما ذكروه صحيحٌ.
وممَّا ذكَره مِن صِيَغ الترجيحِ وأساليبِه في التفسير عندَ ابن تيميَّة: ذِكر القولِ الرَّاجح مع تضعيفِ أو تَغليطِ القولِ الآخَر المرجوح، ومنها: إثباتُ الراجِح ونفيُ المرجوح أو العكس، ومنها: أنْ يذكُر وجهين؛ فيذكر أنَّ الأوَّلَ مرجوحٌ وأنَّ الصَّحيح هو الوجه الثاني، وغيرِها مِن الصِّيغ، التي بلغت حسَب تتبُّع المؤلف خمسَ عشرةَ صيغةً.

والفصل الثَّالث مِن الكتاب كان للحديثِ عن وجوهِ الاختيارِ والتَّرجيحِ في التَّفسيرِ عند ابنِ تَيميَّة.
ومِمَّا ذكَره المؤلِّفُ من وجوه الاختيارِ في التفسيرِ عند ابن تيميَّة: دَلالةُ الكتاب والسُّنة، ولُغة القرآن، ودَلالة سببِ النُّزول، وموضوع السورة.
وذكر مِن وجوهِ الترجيحِ: ظاهِر القُرآن ودَلالته، والمفهوم مِن القرآن، والسِّياق القُرآني، وصون كَلام اللهِ عن التناقُض، والسُّنَّة الصَّحيحة، وغيرها مِن الوجوه.

وخَصَّص الفَصلَ الرَّابع للكلامِ عن أثرِ اختياراتِ ابن تَيميَّة وتَرجيحاتِه في التَّفسيرِ فيمَنْ بعدَه؛ فتحدَّث عن أثرَ اختياراتِ ابنِ تَيميَّة وترجيحاتِه في الإمامِ ابن قَيِّم الجوزيَّة، وأثرِها في الحافظِ ابنِ كثيرٍ، وكذلك أثرها في الحافِظ ابن رجبٍ الحنبليِّ.

وأمَّا القِسم الثَّاني فقدْ خصَّصه المؤلِّف لدِراسة اختياراتِ شيخِ الإسلامِ ابن تَيميَّة وتَرجيحاتِه في التفسير، ومُوازنتها باختياراتِ المفسِّرين الآخَرين وتَرجيحاتِهم، وكان ذلك بالرجوعِ إلى كتُب التَّفسير المعتمَدةِ وبعضِ الدِّراسات المتخصِّصه في مُشكلِ القُرآنِ وغَريبِه وإعرابِه، ومحاولةِ الوُصولِ إلى أقربِ الأقوالِ إلى الصَّواب وأرجحِها، بحسَبِ الأدلَّة والمرجِّحات.

وكان منهجُه في الدِّراسة كالتَّالي:
* ترتيب الآياتِ مَوضِعَ الدِّراسةِ حسَب وُرودِها في المصحفِ الشَّريف، ودِراستها بالطريقة التَّالية:
- ذِكْر الآيةِ التي ورَد فيها الاختيارُ أو الترجيحُ أو بعضها.
- ثم ذِكْر اختيارِ الشَّيخ أو ترجيحِه في موضعِ الخلافِ من الآية، وقد يذكره المؤلِّفُ بنصِّه أو يتصرَّف في النقل إذا اقتَضَى الأمرُ- مع إشارتِه لذلك.
- إذا كان لشيخ الإسلام ابن تيميَّة أكثرُ من نصٍّ في الاختيار أو الترجيح الواحد، فيذكر المؤلِّف أمثلَ النصوصِ وأوفاها بالمقصودِ مع الإشارةِ في الهامش إلى مواضعِ النصوص الأخرى في كتُب الشيخ.
- ثم ذِكْر أدلَّة شيخِ الإسلامِ وحُججه في الترجيحِ- إنْ وُجِدت.

* وبَعدَ ذلك يقومُ المؤلِّفُ بالدِّراسةِ والترجيحِ حسَب الطريقةِ التالية:
- ذِكْر حاصِل الأقوالِ في معنى الآية منسوبةً إلى مَن قال بها من السَّلف، مع نِسبةِ كلِّ قولٍ مِن هذه الأقوالِ إلى مَن اختارَه من المفسِّرين المتقدِّمين على شيخِ الإسلام، مع الإشارةِ إلى مَن وافَقَه منهم مع ذِكر أدلَّتهم وحُججهم.
- ثم المقارنة بيْن هذه الاختياراتِ والتَّرجيحاتِ والموازنة بينها، وذلك بالنَّظر إلى أدلَّة كلِّ قولٍ منها، وأَوْجُهِ ترجيحِه.
- ثم اختيار القولِ الرَّاجح حسَبَ ما يترجَّح للمؤلِّفِ بالدليلِ، وبيان سببِ الترجيح، والجواب عن أدلَّةِ القول المرجوح.

وقد بَدَأ المؤلِّفُ البحثَ بسُورة المائِدة، وأوَّل المواضِع التي تَناوَلها بالدِّراسة قولُه تعالى: {أَوْفُوا بِالعُقُودِ} في أوَّل السورة، وآخِرُها قولُه تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا} [المائدة: 107].
ثم سُورة الأنعام، وبدأَ فيها بقولِه تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ} [الأنعام: 2]، وآخِر آيةٍ تناولها بالدِّراسة قولُه تعالى: {وَنُسُكِي} [الأنعام: 162].
ثم سُورة الأعراف، مُبتدئًا بقولِه تعالى: {وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} [الأعراف: 7]، وآخِر آيةٍ تناوَلها بالدِّراسةِ هي قوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].

ثم سُورة الأنفال، وبدأَ بقولِه تعالى: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1]، وآخِر موضِعٍ قولُه تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال: 64]
ثم سُورة التَّوبة، وبدأ بقولِه تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 1]، وآخِر موضعٍ قولُه تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ} [التوبة: 128].
ثم سُورة يونس، وبدأَ بقولِه تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس: 1]، وختَم بقولِه تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ} [يونس: 66].
ثم سُورة هود، وأوَّل موضِعٍ تناوله بالدِّراسة هو قولُه تعالى: {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً} [هود: 17]، وكان آخِرَ موضعٍ قولُه تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 118 - 119].

ثم سورة يوسف، فبدأ بدِراسة قولِه تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3]، وختَم بقولِه تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ} [يوسف: 110].
ثم سُورة الرَّعد، فبدأ بقولِه تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} [الرعد: 7]، وختَمَ بقولِه تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} [الرعد: 43].
ثم سُورة إبراهيمَ، وكانت البداية بقولِه تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [إبراهيم: 33]، وآخِر موضعٍ قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46].
ثم سورة الحجر، وبدأ بقولِه تعالى: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} [الحجر: 41]، وختَم بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين} [الحجر: 99].
ثم سورة النَّحل، وبدأ بقولِه تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [النحل: 9]، وختَم بقولِه تعالى: {وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16].
ثم تَناوَل آخِرَ سورة، وهي سورةُ الإسراء، وأوَّل موضعٍ تناوله بالدِّراسة هو قولُه تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا} [الإسراء: 42]، وآخِر موضعٍ هو قولُه تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]، وبهذا ختَمَ القِسم الثاني من الدِّراسة.

ومِن الجديرِ بالذِّكر أنَّ عدَدَ الاختياراتِ والترجيحاتِ التي تَفرَّدَ بها شيخُ الإسلامِ في هذا البحثِ بلغَ أربعةَ عَشرَ.
وبلغَ عددُ الترجيحات والاختيارات التي خالَف فيها المؤلِّفُ شيخَ الإسلام: ثلاثةً وعشرين اختيارًا وترجيحًا.

ثمَّ تأتي خاتمةُ الكتابِ، التي تَضمَّنتْ أبرزَ النتائجِ، وأهمَّ التَّوصيات.

وكان مِن أبرزِ النتائج:
- تفرُّد شيخِ الإسلام في منهجِه في التَّفسير، الذي يَتجلَّى في جودةِ اختياراتِه وترجيحاتِه المبثوثةِ في كتُبه والمُدعَّمة بالأدلَّة والبراهين، ووجوه التَّرجيح.
- شِدَّة ارتباطِ شيخِ الإسلام بالكتابِ والسُّنة، الذي يتَّضح بجلاءٍ في الكمِّ الهائلِ من الآيات والأحاديثِ التي يستشهدُ بها الشيخُ.

وكان مِن أهمِّ التوصيات:
* حاجةُ تُراثِ شَيخِ الإسلام إلى مَزيدٍ من الدِّراساتِ والبُحوثِ في مختلَف التخصُّصات.
* ضَرورةُ الاستفادةِ من البُحوث والدِّراسات في مَنهجِ الشَّيخِ في التَّفسير وغيرِه.
* ضَرورةُ تَزويدِ الجامعاتِ ومراكز البُحوث في البِلاد الأخرى بالرَّسائلِ العِلميَّة والدِّراساتِ المتعلِّقة بشيخ الإسلام؛ لتمكينِ الباحثينَ مِن التعرُّفِ على الشَّيخ مِن مصادرَ موثوقةٍ، وكسْر الحِدَّة التي لدَى بعضِ المنتسبين إلى بَعضِ المدارسِ الإسلاميَّة، التي تَصِلُ أحيانًا إلى تَكفيرِ الشَّيخِ، أو تَبديعِه وتَضليلِه.